دخل الجنس اللطيف عالم الجريمة من أوسع أبوابها، وأصبحن يقدن عصابات إجرامية مختصة في الاعتداءات والسرقة بمختلف أنواعها ويتورطن في قضايا أخلاقية وحتى جرائم القتل، فبسحرهن الخاص يتمكن من إيقاع الضحايا في شباكهن دون أن يتفطنون لذلك حتى فوات الأوان، فالمدعوة (ش· لامية) الملقبة ب ''الشيراتون'' والبالغة من العمر 31 سنة، هي واحدة من هؤلاء اللائي تمكّن من استدراج شخص ثري من أجل سرقته، وهو في غفلة عن ذلك، بعد أن قضى معها وفتاتين أخرتين سهرته· فخلال الليلة ما بين 4 إلى 5 مارس من سنة 2004 توجه الضحية (ش· أ) إلى مطعم البارك الكائن بسعيد حمدين، وهناك لفت انتباهه فتاة كان يعرفها سابقا، وهي المسماة ''لامية شيراتون'' التي كانت رفقة فتاتين، وعندها تقرب منهن وعرض عليهن مقاسمته العشاء، وهذا ما وافقن عليه، وفي تلك الأثناء قامت إحداهن بإجراء مكالمة هاتفية وعندما استفسر منها سبب ذلك صرحت أنها تتصل بذويها لفتح الباب لها عند عودتها، فبعد أن قضوا معا السهرة في حدود الساعة الرابعة صباحا أوصل الفتيات إلى باب الوادي، وفي شارع مظلم وضيّق طلبت منه الفتاة التي كانت تجلس بجانبه أن يوقف محرك السيارة، لكن عندما فعل ذلك تفاجأ بشخص يفتح باب السيارة ويخنقه، فيما قام آخر بفتح الأبواب لإنزال الفتيات، وبعد ذلك فقد الوعي تماما وعندما استرجعه وجد نفسه داخل الصندوق الخلفي للسيارة، وعلى إثر ذلك قام بكسر جزء من القفل للتنفس· وفي تلك الأثناء، كانت السيارة تسير في طريق وعر، ثم توقفت وإذا به يسمع شخصين يتحدثان بصوت خافت، إذ كان أحدهم يطلب القضاء عليه، إلا أن الشخص الثاني رفض ذلك مخبرا إياه بأنه ليس المكان المناسب لذلك إلى أن وجد نفسه بجسر قرب مدينة بودواو، فأنزلاه من المركبة وقاما بتقييده من يديه إلى الخلف ووضعا شريط لاصق على فمه وألقيا على رأسه سترة، ثم اقتاداه إلى غابة بالمكان وألقيا به هناك بعدما جرداه من كل ما كان بحوزته، من هاتفه النقال وكل وثائقه الشخصية، رخصة السياقة، مفاتيح منزله والمكتب ومبلغ مالي يقدر ب 35 ألف دينار، ثم غادرا المكان على متن سيارته من نوع ''مارسديس''· بعدها استطاع فك قيد رجليه باستعمال ولاعة، وتوجه إلى إحدى العمارات هناك في طور الإنجاز، حيث طلب من أحد العمال فك قيده وطلب منه مبلغ 100 دج من أجل الانتقال إلى مسكنه بباب الزوار· وبعد عودته إلى هناك توجه إلى مركز الشركة بباب الوادي حيث تقدم بشكوى بخصوص الاعتداء والخطف والحجز الذي تعرّض له، وصرح أن المدعوة ''لامية شيراتون'' متعودة على الذهاب إلى الفندق الذي تم الاتصال به من قبل مصالح الأمن من أجل تحديد هوية هذه الأخيرة التي عرف أنها المدعوة (ش· لامية) وتم توقيفها بتاريخ 10 مارس 2007 على مستوى واد الرمان، فيما بقيت كل من المتهمتين اللتين كانتا برفقتها في حالة فرار، كما تم توقيف المتهمين اللذين اختطفا الضحية، وهما كل من (ل· عبد الله) و(ر· ناصر) وأحيلا بعد التحقيق على محكمة جنايات العاصمة على أساس جناية تكوين جماعة أشرار، الاختطاف والحجز، ومحاولة القتل العمدي مقترنة بجناية السرقة بظروف التعدد والعمل بالعنف، لكن القضية تم تأجيلها إلى تاريخ 2 نوفمبر القادم بسبب غياب دفاع المتهمة لامية·