لا يختلف إثنان بخصوص التدهور الكبير الذي باتت تعاني منه المدن الجزائرية، بما فيها العاصمة وكبريات المدن التي كانت، إلى غاية فترة ماضية، مفخرة الجزائر تُذكر أسماؤها ضمن أهم مدن حوض المتوسط، والحال ينطبق كذلك على المدن الداخلية، التي بدورها كانت تحافظ على طابع معماري ونشاط مهني يميزها عن غيرها· أما اليوم، فقد باتت كل المدن الجزائرية تقترب إلى المداشر أكثر منها للقرى، حيث تغيب أدنى مقومات المدن لا من ناحية العمران، النشاط وحتى سلوكيات الأفراد· كانت تعرف سطيف بنظافتها، تبسة بتاريخها، عيد الدفلى بزراعتها، المتيجة بحمضيتها وغيرها الكثير من المدن التي باتت تتشابه فيما بينها في الفوضى وغياب التمدن·