انتقل نشاط عصابات تهريب الإسمنت من ولايات الشرق الجزائري خلال العام الجاري الذي أفضى إلى تفكيك أكبر شبكة على المستوى الوطني ليشمل المنطقة الغربية من الوطن، إذ فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا على مستوى ولاية تلمسان للكشف عن شبكة مختصة في تهريب هذه المادة الأساسية في البناء بعد حجز 20 طنا على مستوى منطقة الرمشي دون فواتير· بعد الخناق والتضييق الذي قامت به مصالح الدرك الوطني على مستوى الولاياتالشرقية من الوطن، بتوقيف أكبر شبكة لتهريب الإسمنت، امتدت خيوطها لخمس ولايات وهي الطارف، قسنطينة، برج بوعريريج، سطيفوتبسة، والتحقيق الذي شمل 258 شخص من بينهم أباطرة في التهريب، أرادت شبكات التهريب نقل نشاطها لولايات الغرب، في محاولة منها للتحكم في سوق الإسمنت الذي بلغت أسعاره الذروة خلال العام الجاري، تسببت في ندرة حادة في هذه المادة الحيوية، خاصة لدى أصحاب البناء الذاتي، فخلال الأشهر الماضية تمكنت مصالح الدرك بتلمسان من حجز أكثر من 70 طنا في عمليات متفرقة، ما يعني أن بارونات الإسمنت يستعدون لجمع كمية معتبرة من الإسمنت قبل إخضاعها لعمليات المضاربة· وحسب التحقيقات في عمليات الحجز التي تمت بولاية تلمسان، فإن الأشخاص الذين حجزت لديهم كميات معتبرة من الإسمنت، استعملوا وثائق مزورة لمشاريع وهمية للحصول على كميات منها، وهي القضية التي تشبه إلى حد كبير تلك التي تم معالجتها على مستوى ولايات الشرق· وتمكنت مصالح الدرك على مستوى خمس ولايات بالشرق من توقيف 258 شخص، أودع منهم 42 شخصا الحبس من بينهم 5 إطارات بمصانع الإسمنت، إطاران في البنك، 27 مقاولا وتاجرا، و8 حرفيين وبطالين، فيما وضع 88 شخصا تحت الرقابة القضائية، واستفاد 93 آخرين من الإفراج، بينما بقي 35 شخصا في حالة فرار، وصدر في حق 17 شخصا من تبسة أمر بالقبض·