كشف الأستاذ زيتوني بوتيبة، مدير مخبر شبكة المراقبة البيئية لجامعة وهران السانية، أن أشغال البحث التي أجريت حول التنوع البيولوجي بسواحل وهران، أكدت وجود نسبة مرتفعة لعناصر سامة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والحديد والزنك على طول الساحل الوهراني، موضحا أن ذلك ناجم عن ''عدم احترام التشريع المسير لنشاطات الصيد البحري والصناعة والفلاحة'' وكذا بسبب ''صب المياه المنزلية المستعملة''· وقال الأستاذ زيتوني، على هامش ملتقى حول ''التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية الساحلية''، إن عدم احترام المتعاملين في هذه القطاعات للتشريع المعمول به يشكل ''تهديدا حقيقيا لمختلف منتوجات البحر التي تستهلك المواد السامة، معتبرة إياه غذاء''· كما نبه إلى أن حتى ''الإنسان معرض أيضا لهذا التهديد، باعتبار أن هذه المواد المسببة للأمراض ستنتقل إلى جسمه بعد استهلاك الموارد السمكية''· وحسب الباحث، فإن النشاطات المتسببة لهذا الوضع لها من جهة أخرى أثر مباشر على الدلفين والحيتان والسلحفاة البحرية، ومخزون السمك، مثل الرخويات كالمحار وتوتياء البحر· وفي هذا الصدد ذكر أن بعض الأصناف قد اندثرت، منها أحد أنواع الفقمة التي لم يظهر لها أثر منذ 5 سنوات، في حين أنها كانت موجودة بجزر حبيباس بأقصى غرب ساحل وهران· وأضاف زيتوني، أن الساحل الجزائري، الممتد على أكثر من 1280 كلم، تتمركز به أكبر الأقطاب الحضرية والصناعية والاقتصادية منها بعض النشاطات التي لديها ''آثار سلبية'' من حيث الضرر الذي يمس البيئة والصحة العمومية·