تقدمت، الجزائر، بطلب إلى الشرطة الدولية ''الأنتربول'' لتوقيف الأخوين ''محمد ع · ع'' المدعو ''بوكيمون'' أو ''محمد عين وزان'' نسبة إلى المنطقة التي ولد فيها، وشقيقه المدعو ''عبد الرحمان 22''، فالأول يعتبر من أكبر بارونات تهريب المخدرات في العالم، أما الثاني فهو عضو في شبكة دولية لتهريب السيارات، إضافة إلى طلب توقيف المدعو ''رامي'' الذي يعد ممول دول الشرق الأوسط بالمخدرات، فهؤلاء يحضون بحماية تامة من عدة دوائر بالمغرب، كون الإثنان يمتلكان عشرات العقارات بالمغرب، وخاصة بمدينة وجدة· يبلغ من العمر 25 سنة فقط، ويحظى بمكانة الكبار في المغرب، هو الآمر الناهي في مدينة وجدة، التي تنحدر منها والدته والتي لا تزال تحتفظ بجنسيتها المغربية، في حين أن والده جزائري الجنسية، التي يمتلكها، أيضا، محمد ، هذا الشخص الذي يسميه الناس ''الزئبق''، بالنظر لبراعته في الإفلات، بكل سهولة، من مختلف الكمائن التي تنصب له من طرف عناصر الأمن، خاصة مصالح الدرك التي تطارده منذ سنة 2002، ''بوكيمون'' يحظى، أيضا، بمساعدة كبيرة من سكان المناطق الحدودية، خاصة ب ''الزوية''· بدأ ''بوكيمون'' نشاطه كتاجر للأحذية والملابس التي يتم تهريبها من المغرب وتسوق بمنطقة الحدادة أو ''الزوية'' المعروفة لدى عامة تجار ب ''الترابندو''، على الحدود الغربية للبلاد، أصبح أكبر ممول للتجار القادمين من كافة ولايات الوطن، إلى أن تحول إلى نشاط تهريب المخدرات حيث أغرق الجزائر بالكيف المعالج· ويقف ''بوكيمون'' وراء عمليات نوعية لتهريب المخدرات، من بينها قضية تهريب 200 كلغ التي حجزتها مصالح الدرك الوطني، وقضية تهريب 600 كلغ عام 2008، ويكون ''بوكيمون'' وراء محاولة إدخال أكبر كمية من المخدرات إلى الجزائر، والتي قدرت بالأطنان عبر شواطئ ''السبيعات''، بعين تيموشنت، في شهر أفريل الماضي، وهي الكميات التي قذفتها أمواج البحر، وحجزتها، أيضا، مصالح حراس السواحل، بالإضافة إلى الزورق الذي تم بواسطته رمي هذه الكميات الكبيرة من المخدرات، التي تدل على تواطؤ حراس السواحل المغاربة في تمكين الزورق من دخول السواحل الجزائرية· يملك أربع فيلات بوجدة وسيارات فاخرة من نوع BMW تمكن ''بوكيمون'' من تحقيق ثروة طائلة، بفضل تجارته القذرة، فقد أصبح من أكبر الأثرياء بمدينة وجدة، حيث قام بتبيض أمواله في عملية شراء عقارات، من بينها فيلات فاخرة بمدينة وجدة، يقيم فيها بعض أفراد عائلته الذين ورطهم في المتاجرة بالمخدرات وإقحامهم في شبكته المختصة في التهريب، كما يملك، أيضا، فيلا فاخرة بالقرب من الحدود المغربية التي اتحذ منها قاعدة خلفية لتنفيذ نشاطاته، وقد عثرت، مصالح الدرك الوطني، أثناء قيامها بمداهمة لهذا المنزل، على صور طبق الأصل لعشرات بطاقات التعريف الوطنية وشهادات ميلاد لأشخاص بعضهم ينتمي للشبكة التي يديرها وآخرون وقعوا ضحية لاحتياله· أما شقيقه المدعو ''عبد الرحمان ''22، فإلى جانب انتمائه لشبكة تهريب المخدرات، فإنه ينتمي، كذلك، إلى شبكة دولية لتهريب السيارات الفاخرة، ومعروف عنه أنه يمول عددا من أثرياء المغرب بالسيارات الفاخرة المهربة من دول أوروبية، ويربط ''عبد الرحمان ''22 علاقات وطيدة مع بارونات تهريب المخدرات بإسبانيا وفرنسا، خاصة بمدينة مارسيليا، ويملك، أيضا، عشرات العقارات بمدينة وجدة، بالإضافة إلى حسابات مالية تضم الملايير في بنوك مغربية، كما يحظى شقيق ''بوكيمون'' بنفوذ كبير لدى أثرياء مدينة الناظور المغربية· بارون المخدرات بالناظور ''رامي'' ممون دول الشرق الأوسط بالكيف كما تقدمت، الجزائر، أيضا، بطلب توقيف المدعو ''رامي'' الذي سطع نجمه بعدما أفل نجم ''أحمد زنجبيل'' الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة، بخصوص توقيفه أو عدم توقيفه من طرف مصالح الأمن الجزائرية، ففي خضم تلك الأحداث، برز إسم ''رامي''، وهو من أثرياء مدينة الناظور المغربية التي يقيم فيها منذ مدة، وقد ربط علاقات مع عائلات ثرية ومسؤولين أمنيين كبار، إلى درجة أنه لا يمكن لأحد أن يشير إليه بالإصبع، فهذا الأخير اختار مسلكا آخرا لتهريب المخدرات، عبر المناطق الحدودية ببشار وتندوف التي حجزت فيها مصالح الأمن ما يعادل عشرة أطنان من المخدرات في ظرف شهرين، منتصف العام الجاري، وتعتبر، دول الشرق الأوسط، السوق المفضلة ل ''رامي'' لتسويق سمومه، حيث اختار ليبيا ثم مصر، من أجل الوصول إلى دول الشرق الأوسط· شاطئ ''ماتشيكا'' بالناظور أو شاطئ ''رامي'' إلى جانب النقاط الحدودية ببشار وتندوف، فإن ''رامي'' بإمكانه، أيضا، أن يهرب المخدرات بحرا، فالرجل يتحكم في شاطئ بكامله يمتد على مسافة 85 كلم، وهو الآمر الناهي فيه، لأنه يحظى بحماية خاصة من بارونات الناظور وبعض أمازيغ المغرب، الذين يطلق عليهم إسم ''الشلوح'' وهم من أكبر مزارعي المخدرات ''الكيف'' بالحقول الواسعة بالناظور، حيث يعمل المئات تحت إمرته، حيث أنه يتحكم في مئات الهكتارات من حقول الكيف الذي يتم تهريبه عبر الشواطئ الشرقية للمغرب، نحو الشواطئ المغربية، وتحت أعين حراس السواحل المغاربة، وإلا كيف يفسر أن يسمح لزوارق محملة بالقناطير من المخدرات من عبور السواحل المغربية إلى الحدود الإقليمية للسواحل الجزائرية، وإغراق الجزائر بالمخدرات، إلى درجة أن الكميات التي تم حجزها، خلال السداسي الأول من هذا العام، من طرف مختلف أسلاك الأمن، بلغت 46 طنا·