1- ''فلسفة محبط وكئيب'' نَظَرَ الاِبْنُ المُحْبَطُ المكتئبُ طويلاً إلى أبيه وخاطبهُ: ''أين أنا؟! لا علمٌ ولا عملُ... لا حاضرٌ ولا مستقبلٌ.. ولا ماض جميل..! أينَ كنتَ؟ ماذا فعلتَ لأجلي كلّ تلكَ السّنينْ!؟ الأب: ''كنتُ أصرفُ عليكَ مالاً لتأكلَ وتشربَ وتلبسَ حتّى تكبرَ...ئ الابنُ المحبطُ المكتئب: ''الحيواناتُ أيضاً تأكلُ وتشربُ وتكبرُ...!''. 2 - ''خبر عاجل...'' طَلَبَنِي مُسْتَعجلاً على الهاتف لنلتقي في المقهى المعتادْ... بعدَ أنْ طلبَ فنجانَ قهوةٍ... أردفَ: ''يا، آه يا صديقي... جِيلُنَا في هذِه البلاد كتلك الشمعةِ تحترقُ لتنيرَ المكان...!''. 3 - ''ديمقراطيتنا...'' يدخل الأبُ متأخّراً مترنّحاً كعادته... يخاطب العائلة: ''لما كلّ هذا الصَّمت الرّهيب كأنّكم أموات؟!'' الابن: ''إذن .. احكي لنا... كيف كانت سهرتك في الحانة هذه الليلة؟ وكيف حال أصدقاء السّوء؟!''، الأب: ''اصمتْ أيّها اللعينْ... قليل الأدبْ...!''. 4-''نهاية استبداد...''... طول حياته كان يسوق أحلامه ويهشّ عليها كالقطيع.. كان يعذّبها كلّ ليلة ولا تشتكي، كانت ترعب منه وتحمّلته سنين طويلة وهي تحلم الانفصال عنه، ذات ليلة من ليالي نومه من النافذة فرّت هاربة...!!. 5- ''اجتماع طارئ...'' جاران معتوهان... يلتقيان تحتَ الحائطِ لا يفترقان... يذهبان إلى السّوقِ معاً... يذكران الناسَ بالسّوءِ عملاً بالحديثِ ''لا يدخلُ الجنّةَ نمَّام''!!... يتدخّلان في شؤون غيرهما ويسألان عن الصغيرة والكبيرة لا ينامان ولا يهدآن كأجهزة الأمن والمخابرات!! ''لدنيا رمضان... قبيلَ آذانِ المغربِ يحملان سجادتيهما التعيستينْ صوبَ المسجدِ قبل الإفطارْ! يصلّيان في الصفِّ الأوّلِ معاً ليلتفتَ الناسُ إليهما! اليوم نزلَ المطر وصارَ حيُّنا جنّةً... قبيلَ المغربِ أعلن الجاران اجتماعاَ طارئاً في مكانهما المعتاد يحملان سجادتيهما اللتين تحلمان بمعانقة حبّاتَ المطرْ وقرّراً ألا يذهبا إلى المسجدِ هذا اليوم لأنّ الطقسَ غير ملائمٍ للصلاةْ... !!! 6- ''رحلة بائسة في مجتمع كرامة!'' يجُولُ الأسواق والأماكن المزدحمَة كُلّ يوم.. يبدو على وجهه غضب والديه، يجرّ معه إمرأة تبدو على مُحيّاها علامات الجُنُون.. لقد اكتَسَبَها طوال حيَاتِها لكسب المال... مُتظاهِرا أنّها أُختُه... لتحنّ عليه القلوب... ويمّدّونه بمال لا يخطر على البال... دخلَ قاعة الانتظار عند الطبيب... ولمح في تلك الزاوية رجُلا جالسا ينتظر دوره... قصده وقال له: ''أنا عاطل عن العمل يا سيّدي... هاته أختي إنّها مريضة عقليا... أنا أجمع مالا كي آخذَها إلى مستشفى العاصمة...''... يُخرِج الرّجل المال ويعطيه ما يكفي... لا أحد يعرفه لأنّه ليس من هاته المنطقة...! خرج مع تلك المرأة المسكينة... تشاجرا... فتقُولُ لهُ: ''كفاني تشرُّدًا في الشوارع... والأزقّة لقد مللتُك ومللتُ عيشتك وقسوتك أيّها الظّالم... ما عندي أهل ولا مال أسترُ به نفسي... ستنظر الحكومة يومًا لحالي'' ردّ ذلك الرجل الحقير وقال لها: ''أنا لا أُبالي بشيء، أسحقك وحكومتك التي تتكلّمين... بدوى صراخُها لأنّه ضربَها... سقطت على الأرضِ... تندُبُ حظّها... تركَها وحدَها... لم تجد السبيل سوى أنّها لحِقَتْ بِهِ... عانَقَتْهُ وقبّلَتْهُ...وغابا في الزّحام...!!؟؟!..