إعتدوا عليه بالسلاح الأبيض وسرقوا منه مبلغ مليون سنتيم، كان ذلك كافيا ليقرر سليم البحث عن المعتدين والانتقام بطريقته الخاصة بعيدا عن أقسام الشرطة وأروقة المحاكم، هي قصة الشاب سليم الذي نظرت هيئة محكمة الحراش في تفاصيلها، في حين طالب ممثل الحق العام بتسليط عقوبة سنتين حبسا نافذا في حق الضحية الذي تحوّل إلى متهم مع غرامة مالية قيمتها 50 ألف دج. حيثيات القضية تعود إلى يومين قبل عيد الفطر الماضي عندما اعترض 3 شباب طريق سليم عندما كان عائدا من الشغل في حدود الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، حيث قام أحد المعتدين بوضع خنجر عند كليته، فيما قام الآخر بتفتيش جيوبه وسرقة مبلغ مليون سنتيم، في حين كان المعتدي الثالث يراقب الطريق بشارع محمد بوروبة بالحراش، وقال الضحية بأنه كان ينوي شراء ملابس العيد بذلك المبلغ الذي سُرق منه. وبعد أربعة أيام من تلك الحادثة شاهد الضحية سليم أحد المعتدين عليه على متن سيارة من نوع 206 خضراء يتجول بشارع بوروبة، حينها ثار جنونه وتذكر وحشية أولئك المعتدين الذين سرقوا منه راتبه. في تلك الأثناء، وخلال موجة غضب هجم سليم على المتهم، حيث كسر له الزجاج الأمامي للسيارة ثم ضربه بعصى على مستوى الرأس، ما جعله يتحوّل من متهم إلى ضحية، مستفيدا من عجز طبي لمدة 12 يوم، حسب تقرير الطبيب الشرعي. وخلال جلسة المحاكمة، تراجع سليم عن الأقوال التي أدلى بها خلال محضر الشرطة، حيث نفى أمام هيئة المحكمة جميع التهم الموجه إليه من اعتداء وتحطيم للسيارة، مضيفا بأن الضحية المزعوم على حد أقواله يحاول توريطه حتى لا يكشف للمصالح الأمنية بأنه هو من تعرّض له وسرق منه راتبه. ومن جهته، كذب أيضا المتهم الثاني، وقال بأنه لم يعتد على سليم ولم يسرق أمواله، قائلا بأن هذا الأخير نسج هذه القصة من أجل تبرير الجريمة التي ارتكبها في حقه. أما بالنسبة لوكيل الجمهورية، فقد طالب من هيئة المحكمة تسليط عقوبة سنتين حبسا نافذا في حق المتهمين الإثنين مع إلزام المتهم سليم بتسديد غرامة مالية قيمتها 50 ألف دج، في انتظار الحكم الذي ستعلن عنه هيئة المحكمة الأسبوع المقبل.