هل نجحتم في تجنيد المصريين بالشكل الذي كان متوقعا؟ لقد أبرز الشعب المصري مرة أخرى أنه لا يرغب في بقاء مبارك في السلطة وهذا الأخير رهن بموقفه المتعنت 80 مليون مصري. أننا نتظاهر ضده بالملايين في كل ربوع الوطن والآن لم يعد هناك حديث عن أي شيء من مقترحات مبارك، فالشعب اختار التغيير الذي سيحققه لا محالة. هل تعتقدون أنه سيخضع لمطلب الشارع في الساعات المقبلة؟ الشعب قرر أن يخرج عن طوع هذا النظام الشمولي. فمبارك سيترك النظام لثلاثة أسباب: الأول لا شيء يستطيع أن يثني تلك الأمواج الكبيرة من الجماهير في الشارع، سواء عن طريق القوة أو المؤامرة. ثانيا فشل المتعاطفين مع مبارك في إفشال المسيرة أو الاحتجاج عن طريق زرع الرعب في وسط المتظاهرين خلال الأيام الأخيرة. ثالثا البيت الأبيض يؤكد تحول موقفه، فواشنطن تتفاوض الآن عن رحيله مع الوزير الأول، في وقت يفقد مبارك كل تعاطف من الخارج أو الداخل. في حال رفض مبارك الذهاب ما هي المرحلة المقبلة؟ أولا نحن سنقوم بإجراء الحصيلة قبل التفكير في شيء آخر، لكننا نتوقع أن تقوم ميليشيات مبارك بمجزرة في أي لحظة وسط المتظاهرين فهم يتصرفون كالوحش الجريح. فهم يريدون الانتقام بكل الأشكال بسبب معرفتهم لقرب رحيل زعيمهم. ماذا على الجيش أن يعمل في هذه الحال؟ في مصر، لدينا جيشا يؤمن بالنظام المؤسساتي الذي يعرف مهامه وحدوده. فالجيش لا يتدخل في الشأن السياسي بشكل مباشر، وأنا شخصيا أحيي هذا الموقف في الجيش لأن مؤسسته بقيت محايدة دون تعريض البلد للفوضى . هناك حديث عن مسيرة نحو قصر العروبة، هل هذا ممكن؟ هذا مقترح بعض المتظاهرين المرابطين في ساحة التحرير، لكن بعد محادثات بين جموع الناس في الساحة آثر الغالبية البقاء هنا في التحرير، وذلك لأسباب أمنية وتنظيمية. ومثلما تعلمون فإن عدد المتظاهرين يتزايد باستمرار ومن غير الممكن أن يتم تسيير كل هذا العدد نحو القصر. هل تعتقدون أن ردا للفعل قد يرد من مبارك في الساعات القليلة؟ على حسب الأصداء، فإن مبارك قد يُعلن رحيله هذه الليلة االحوار أجري أمسب أو على أقصى تقدير اليوم. هناك مفاوضات جارية بين الوزير الأول والرئيس وأعتقد أن الرحيل وقع ولم تعد المسألة تقتصر على أكثر من إعلان الأمر.