يبدو أن الجامعات الجزائرية، ورغم الإمكانيات التي سخرتها الدولة للبحث العلمي، إلا أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن الوصول إلى مصاف الجامعات العالمية، وحتى العربية منها· فخلال الأيام الأخيرة صدرت وثيقة من مديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي حول تصنيف الجامعات الجزائرية، التي أظهرت تصنيف أربع جامعات في ذيل الترتيب إفريقيا، بينما احتلت جامعة منتوري الصدارة مغاربيا، وهذا ما أكده، أمس، تقرير مؤسسة ''ويبومتريكس'' التي تجري تصنيفاتها كل ستة أشهر، حيث أن الجامعات الجزائرية ممثلة في جامعة منتوري، التي احتلت المرتبة ال 26 عربيا و2664 عالميا، وذلك بعد كل من الجامعات التي احتلت المراتب الأولى قبل الجزائر منها المملكة العربية السعودية، فلسطين ولبنان··· احتلت الجزائر ذيل ترتيب قائمة الدول الإفرقية الخاصة وضعية البحث العلمي في العلوم الطبية والإنسانية والاجتماعية استناد إلى التقرير المعد من قبل المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي لسنة 2011، ولم تتعد نسبة البحث في عدد من التخصصات الطبية عتبة الصفر وفقا للمنحيات البيانية المنشورة في التقرير· إستنادا إلى هذا التقرير الذي تحوز ''الجزائر نيوز'' نسخة منه فإن الجزائر تعد من بين أبرز الدولة الافرقية ''المتخلفة'' في مجال البحث العلمي في العلوم الطبية نظرا للوضعية الكارثية للبحث العلمي في هذا لمجال، وتبرز المنحنيات البيانية أن نسبة التقدم في مجال البحث العلمي في هذه العلوم لم تتخط عتبة الصفر أي أنها تنعدم تماما في العديد من التخصصات الطبية التي ذكرت في هذا التقرير وفي مقدمتها الطب العام والداخلي حيث احتلت الجزائر ذيل الترتيب، وصنفت وراء أفقر الدول الإفريقية التي تتقدمها في جدول التصنيف على غرار غينيا بيساو، الكو نغو، النيجر، الغابون ورواندا. ومن بين التخصصات الطبية كذلك التي لا يسجل فيها أي تقدم تخصص الطب الشرعي الذي لا تتعدى نسبة التقدم فيه الصفر، حيث احتلت الجزائر مرتبة أخيرة بعد نيجيريا والبنين والمغرب، في حين احتلت جنوب إفريقيا الصدارة حيث قدرت نسبة التقدم بها 10 بالمائة، في تخصص المناعة صنفت الجزائر بعد الموزنبيق ورواندا وكوت ديفوار والسينغال، ثم تخصص الحساسية حيث صنفت الجزائر بعد المغرب وكينيا ونيجيريا وغانا وأثيوبيا في المرتبة التاسعة حيث لم تتعد نسبة البحوث المنجزة بها 20 بالمائة، يليه تخصص التخدير حيث تأتي الجرائر في المرتبة السابعة بعد البينين ونيجيريا والمغرب، وفي أمراض القلب والأوعية الدموية صنفت بعد نيجيريا· أما في تخصص الأمراض المعدية فقد صنفت في المراتب الأخيرة على المستوى الإفريقي تتقدمها البينين وغينيا بيساو ونيجيريا والموزنبيق. وفي طب النفس جاءت في المرتبة ما قبل الأخيرة بعد أنغولا والطوغو. وتشير المنحنيات البيانية إلى أن التخصصات العلمية التي سجلت فيها نسبة إنجاز بدرجات متفاوتة تتمثل في طب الأمراض الجلدية، أمراض الغدد الصماء حيث صنفت الجزائر بعد نيجيريا والمغرب. أمراض الجهاز الهضمي تتفوق عليها في هذا المجال الكامرون وليبيا والسودان وكينيا· الطب التكميلي والتكاملي رتبت الجزائر بعد كينيا والكامرون والنيجر، ولم تتعد نسبة البحوث العلمية 5 المائة مقارنة بالدول الإفريقية حيث صنفت الجزائر بعد إثيوبيا والموزنبيق وبوركينا فاسو، أما في تخصص الطب المخبري والتكنولوجي يشير المنحنى البياني إلى أن إثيوبيا وأوغندا والنيجر تتقدم الجزائر في هذا المجال، وتصنف الجزائر بعد كينيا والكامرون في تخصص طب الأعصاب والأشعة والطب النووي بعد غانا ونيجيريا. وتظهر المنحنيات البيانية المتعلقة بتقييم وضعية البحث العلمي في العلوم الطبية بالجامعات الجزائرية أن تونسوجنوب إفريقيا إضافة إلى مصر هي التي احتلت الصدارة حيث صنفت ضمن المراتب الأولى من حيث نسبة البحوث المنجزة في عدد من التخصصات الطبية التي ورد ذكرها في التقرير، بينما عكست المنحيات صورة سلبية عن تدني وضعية البحث في الجزائر في علوم الطب.