دعت منظمة المؤتمر الإسلامي المجتمع الدولي للعمل على حمل إسرائيل على حماية واحترام الأماكن المقدسة، ''محذرة ''من أن أي ضرر يلحق بالمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الأخرى سوف تكون له لدى المسلمين والمؤمنين في العالم عواقب وخيمة، جاء ذلك بمناسبة مرور 40 عاما على حرق المسجد الأقصى المبارك، والذي يوافق ال21 من شهر أوت من عام ,1969 قالت المنظمة في بيان لها بمناسبة هذه الذكرى ''إن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية إزاء العالم الإسلامي خاصة والمجتمع الدولي عامة لضمان حماية جميع الأماكن المقدسة التي تقع تحت احتلالها، والحادث أنه في الحادي والعشرين من شهر أوت 1969 قام أحد الصهاينة بإشعال النيران في المسجد الأقصى المبارك، أحد أقدس مقدسات المسلمين بعد الكعبة المشرفة في مكة، والمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، مصداقا لقول الرسول الأعظم صلوات الله عليه: ''لا تُشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا - المقصود المسجد النبوي والمسجد الأقصى''· وحسب الدارسين والمؤرخين، فإن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي خالص، وإسلاميته جاءت بقرار رباني في حادثة الإسراء والمعراج، حيث عرج الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه من المسجد الأقصى إلى السموات العليا، مصداقا لقوله تعالى: ''سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير''· ويزعم المحتلون الإسرائيليون أن لهم حقوقا في المسجد الأقصى، ويزعمون أن الهيكل المزعوم كان قائما في باحات المسجد الأقصى، مع أنه لا يوجد أيّة روايات تاريخية أو أثار قديمة تثبت صحة مزاعمهم، ومن هذا الزعم جاء حرق المسجد الأقصى في أوت 1969، والذي أتى على منبر صلاح الدين التاريخي إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بزخارف المسجد المبارك، ومن هذا الزعم، فإن الحفريات الإسرائيلية قد مزقت أحشاء المدينة منذ وقوعها تحت الاحتلال في حرب جوان 1967، ولم تتوقف يوما واحدا منذ ذلك التاريخ، وقد وصلت الحفريات إلى أساسات المسجد الأقصى هذه الأيام، مما يهدد بانهياره بشكل جدّي، ودون العثور على أيّ أثر يهودي· ويذكر بعض الباحثين أن جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل وقت حرق المسجد، كانت أكثر وعيا وإدراكا لأهمية المسجد الأقصى عند المسلمين عندما اعتبرت أن أطول ليلة في حياتها كانت ليلة إحراق المسجد الأقصى، لأنها خافت أن تنهال الصواريخ والقذائف العربية والإسلامية على إسرائيل، وأن جيوش هذه الدول ستهاجم دولتها ثأرا للمسجد المنكوب· ومع ذلك، فإن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى لم تتوقف أيضا، فقد تعرض إلى اقتحامات واعتداءات كثيرة، حصدت أرواحا من الفلسطينيين، وأسالت دماء كثيرة أيضا، لكن أصحاب القرار في إسرائيل لم يوقفوا الحفريات، ولم يردعوا الحركات الدينية المتطرفة التي تستعجل عملية هدم المسجد الأقصى، يشجعهم في ذلك الصمت العربي من طرف القادة والحكومات·