يبيت منذ أكثر من أسبوع مجموعة من المكفوفين أمام وزارة التضامن في خطوة للضغط على المسؤول الأول عن الوزارة للاستجابة لمطالبهم، مناشدين رئيس الجمهورية التدخل لرفع ''الحفرة'' التي تطالهم من الوزارة التي من المفترض أن تساعدهم، خاصة بعد القمع الجسدي الذي تعرّض له عدد منهم، حسب ما جاء على لسان هذه المجموعة· كشفت خليل فتيحة، الناطقة باسم مجموعة المكفوفين المعتصمين، ل ''الجزائر نيوز''، أن أحد المكفوفين ''تعرّض للعنف والضرب من طرف أعوان الأمن الواقفين أمام الوزارة الوصية لدى محاولته دخول الوزارة، ما تسبب في إغمائه ونقله إلى المستشفى''، مؤكدة أن حتى المكفوفات لم تسلمن أيضا من عنف أعوان الأمن، ''ونفس الشيء تعرضنا له عند ذهابنا إلى قصر الرئاسة لتسليم رسالة استغاثة موجهة إلى رئيس الجمهورية''· وأشارت المتحدثة إلى أن هذا التعسف ''طال حتى الأشخاص الذين كانوا يساعدوننا، حيث أُمروا بعدم التعامل معنا، وعلى سبيل المثال كان هناك شخص يزودنا بالفراش حتى لا نجلس على الأرض أرغموه على سحب مساعدته، وكذلك الحال بالنسبة لصاحب محطة بنزين كان يترك لنا باب المرحاض مفتوحا بعد انتهاء ساعات العمل لكنه أُجبر على غلقه أمامنا''· وأضافت خليل فتيحة، إن المجموعة التي تتكون من مكفوفين قدموا من تيارت والشلف والبليدة تبيت أمام مدخل الوزارة الوصية منذ الأحد 13 مارس الجاري، حيث باتوا خمسة أيام خلال الأسبوع الماضي، ثم عادوا إلى بيوتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع ليستأنفوا اعتصامهم، أول أمس الأحد، مطالبة السلطات العليا في البلاد التدخل لتمكينهم من حقوقهم· وقالت المتحدثة، إن هذا الاعتصام جاء كرد فعل ل ''تجاهل'' الوزارة المعنية النظر في انشغالاتهم المتمثلة في الحصول على منصب عمل دائم يغنيهم عناء التنقل في كل مرة لتجديد عقود التشغيل، ''نحن نحمل شهادات جامعية في الأدب العربي والتاريخ نشتغل منذ سنتين في إطار عقود ما قبل التشغيل في دار الطفولة المسعفة بالنسبة للتخصص الأول، وفي محو الأمية بالنسبة للتخصص الثاني مقابل 7 آلاف دينار لا تسمن ولا تغني من جوع''، مشيرة إلى أنهم رغم عدم عملهم في مجال تخصصهم، إلا أنهم يناشدون الوزارة ترسيمهم في هذه المناصب· وأشارت الآنسة فتيحة إلى أنهم تحدثّوا مع ممثل عن الوزارة، حيث وعدهم بتسوية وضعيتهم لكنهم يطالبون بوثيقة تؤكد هذه الوعود التي وصفوها ب ''الكاذبة''، موضحة أنه بالنسبة لمجال اختصاصهم، فقد طلب منهم الممثل الاشتراك في مسابقات التوظيف ''هناك مسابقتين في هذا الإطار، الأولى تتعلق بمعلم متخصص تقام مرة كل سنة في قسنطينة ويتم اختيار شخص واحد عن كل ولاية وعلى الناجح أن يدرس 3 سنوات في قسنطينة قبل أن يباشر عمله كمعلم· أما المسابقة الثانية، فتخص الأستاذ المتخصص، ومن المفترض أنها سنوية لكن لا يوجد توقيت رسمي لإجرائها''، تقول المتحدثة·