الغالبية العظمى من دول العالم لا تفهم ما يجري في ليبيا، ولا تعرف طبيعة هؤلاء الثوار· أما الجزيرة فلا تفهم موقف الحلف الأطلسي وهو يرفض تسليحهم، ويتمسك بالتطبيق الحرفي للقرار الأممي· والقرار الأممي، كما تعلم الجزيرة، يحصر مهمة التدخل العسكري في فرض منطقة للحظر الجوي·· ولا ندري أية لغة يمكن أن تفهمها الجزيرة لتفهم أن الحظر الجوي يعني منع طائرات العقيد معمر القذافي من التحليق فوق المجال الجوي الليبي·· لا أكثر ولا أقل· وهذا معناه أن ضرب قوات العقيد على الأرض خروج عن نص القرار الأممي· ومع أن لموقف الحلف الأطلسي، ومعه الولاياتالمتحدةالأمريكية، حسابات أخرى لها علاقة بالموقف الروسي والصيني، وعدد آخر من أعضاء الحلف، وغالبية الدول العربية والإفريقية، إلا أن الوقائع تقول إن الحلف أقرب للالتزام بالقرار الأممي مما تريده الجزيرة· وأمام نفاد صبر الجزيرة يأتي العميد صفوت الزيات، المستشار العسكري للجزيرة ليفسر لهم تراجع الحلف الأطلسي·· فيقول، من جملة ما وجده من التفسيرات: ''تصوروا أن نائب وزير الخارجية الجزائري، يقصد عبد القادر مساهل، حذر من وجود القاعدة في المنطقة ومن تسريب السلاح إلى الجماعات الإرهابية··الخ''· ويريد هذا الخبير العسكري الكبير من دولة كالجزائر أن تسكت عما يجري في ليبيا، وأن لا تعبر عن مخاوفها من انتشار السلاح على حدودها وفي أراضيها·· ولعله يريد من الجزائر أن تتدخل في حرب أهلية على حدودها وفقا لتحاليل الجزيرة، ونزولا عند رغبة دولة قطر، وأن لا يكون لها موقف تستقل به في قضية تتعلق بأمنها القومي بصفة خاصة جدا· ولعله يلوم الجزائر على أنها تساند حلا سياسيا ينهي حالة الحرب، ويريد منها أن ترسل طائراتها لضرب القذافي، ولم لا ضرب المدنيين الموالين له· كنا نتمنى من هذا العميد المتقاعد أن يحدثنا قليلا عن الضحايا المدنيين الذين سقطوا تحت وابل القصف الغربي، وكنا نتمنى أن يحدثنا عن أنواع الذخيرة المستعملة من قبيل اليورانيوم المنضب والقنابل الانشطارية··الخ الله غالب على أمره·· وندعو الجزيرة أن تقترح على دولة قطر أن تتقدم بمشروع لمجلس الأمن من أجل توسيع مهام الحلف الأطلسي إلى المشاركة الفعلية للحرب إلى جانب ''الثوار'' الليبيين، على أن تتولى قطر نشر قوات برية قطرية على الأراضي الليبية، وأن تتولى قيادة العمليات·· وأن تتولى هذه القوات حماية المدنيين وإقامة الديمقراطية في ليبيا·· وأن تتحمل نفقات الحرب·· كما يمكن للجزيرة أن تقترح على مجلس التعاون الخليجي إرسال قوات درع الجزيرة للقيام بالمهمة الإنسانية التي يرفض الحلف الأطلسي القيام بها، كما فعلت في البحرين، خاصة وأن الأمر يتعلق ببلد عربي· وستكون المسألة حينئذ عربية -عربية، فلا يتدخل فيها أحد من خارج الجامعة العربية·