لم يكن يتوقع أستاذ اللغة الفرنسية بإحدى متوسطات ولاية بومرداس، أن صفعه لتلميذه الذي أثار رفقة زميلتيه فوضى بالقسم، سيجره للمحاكم ويتابع بجناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى فقدان بصر التلميذ· هي وقائع القضية التي عالجتها محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس، أول أمس، حينما تم متابعة أستاذ اللغة الفرنسية (م· ع)، بفقأ عين تلميذه البالغ من العمر 16 سنة، شهر جانفي ,2006 وذلك حينما دخل أستاذ اللغة الفرنسية إلى القسم وجد فوضى عارمة ناتجة عن نشوب ملاسنات حادة بين الضحية وزميلتيه بعدما تزحزحت طاولة الضحية عن مكانها، وأثناء قيامه بإرجاعها أصاب زميلتيه، فقام الأستاذ بتوجيه صفعة إلى التلميذ الذي كان قد أجرى عملية جراحية لنزع الساد أو ما يعرف بالماء الأبيض على عينه اليسرى المضمدة، وكانت عينه تتماثل إلى الشفاء حينها، ولكن بعد الصفعة تفاقمت حالة التلميذ في اليوم الموالي للحادثة، نتيجة ارتفاع ضغط الدم في عينه، ومنحه الطبيب المعالج شهادة طبية تثبت عجزه عن الدراسة لمدة 10 أيام، الأمر الذي دفع بوالده إلى رفع شكوى ضد الأستاذ، ولكن مع تحسن الوضع الصحي للضحية قام والده بالتنازل عن الشكوى حسب ما دار في جلسة المحاكمة، إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، لتتفاقم الحالة الصحية للتلميذ بعد 3 أشهر من الحادثة، وأصيب بعمي كلي مما يستلزم زرع قرنية لاستعادة بصره· وقد تباينت تصريحات التلاميذ الذين تم سماعهم كشهود في القضية، بين تعرض زميلهم إلى صفع من طرف الأستاذ وبين من نفى ذلك بحجة أنه لم يشاهد الحادثة· من جهته، صرح المتهم أنه بتاريخ الوقائع حينما وجه صفعة لتلميذه لم يكن هذا الأخير بالضمادة التي وضعها قبلا، كما قال أنه يجهل إصابة التلميذ، ومن جهته أكد تقرير الخبرة الشرعية على عين الضحية، أن هذا الأخير فقد بصره نتيجة إهماله للمراجعة الطبية· وعليه بعد المداولة، تم تبرئة ساحة الأستاذ من جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى فقدان بصر التلميذ·