عقب رفض المجلس الانتقالي في بنغازي للمبادرة الإفريقية التي قبل بها القذافي، تتواصل المشكلة الليبية، حيث لا أفق لانتهائها في القريب· وبينما يؤكد الثوار سيطرتهم على مدينة اجدابيا، تؤكد منظمات حقوقية أن قوات القذافي تكون قد أعدمت سجناء، في حين أن التلفزيون الرسمي في طرابلس يؤكد أن غارات حلف الأطلسي قد استهدفت مدنيين· لكن ما يخشاه نظام القذافي هو نفاد المال الذي قد يؤدي إلى سقوطه· بعد تأكيد ثوار بنغازي لسيطرتهم التامة على مدينة اجدابيا الاستراتيجية، قال شهود، أمس، إن قوات العقيد معمر القذافي تكون قد قصفت المدخل الغربي للمدينة· وأضاف المصدر أنه تردد دوي نحو ثمانية انفجارات ناجمة على ما يبدو عن نيران مدفعية عند المدخل الغربي· وعلى صعيد آخر، أكدت منظمة العفو الدولية، أمس الثلاثاء، أن أسرى من مقاتلي المعارضة الليبية عثر على جثثهم بها أثار أعيرة نارية في الرأس وأياديهم مقيدة من الخلف· وأضافت المنظمة أن لديها أدلة قوية على انتهاكات أخرى لحقوق الانسان· وقالت المنظمة إن قوات القذافي قتلت عن عمد محتجين غير مسلحين، وهاجمت مدنيين يحاولون الفرار من القتال، وأشارت المنظمة إلى أدلة جمعها مندوبوها في شرق ليبيا على مدى الأسابيع الستة الماضية· وبينما تتهم منظمات حقوقية نظام القذافي بارتكاب مجازر في حق المدنيين، يتهم النظام بالمقابل قوات حلف الأطلسي بذلك، حيث قال التلفزيون الليبي، أمس الثلاثاء، إن غارة جوية لحلف شمال الاطلسي على بلدة ككلة جنوبي العاصمة طرابلس أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين ورجال أمن· وقال تلفزيون الجماهيرية في خبر عاجل ''تعرضت بوابة ككلة لقصف العدوان الاستعماري الصليبي يوم أمس، حيث كان يتواجد عدد من أفراد الأمن العام لتسيير حركة المرور والتأكد من الهويات الشخصية''· وتابع ''نتج عن هذا القصف استشهاد هؤلاء الأفراد بالكامل وعدد من الأطفال والنساء والرجال''· وبينما يستمر نظام القذافي في تحديه العسكري، فإنه أصبح يخشى من تداعيات الحصار المضروب عليه والذي من شأنه أن يعجل بسقوطه، وفي هذه الأثناء أعربت الحكومة الليبية عن مخاوفها من نفاد الأموال النقدية خلال أشهر إذا لم يتم إيجاد حل للأزمة السياسية والعسكرية في البلاد، وقالت إنها تسعى لمضاعفة أسعار الفائدة· وفي حديث مع جريدة ذي غارديان، قال وزير المالية عبد الحفيظ الزليطني إن الحكومة تعتزم رفع قيمة سعر الفائدة إلى الضعف، ضمن واحدة من الإجراءات الطارئة التي اتخذها النظام الليبي خلال الأسابيع الأخيرة· ومن تلك الإجراءات تقنين الوقود، وفرض قيود على السحوبات النقدية من البنوك، وزيادة رواتب القطاع العام بمعدل 50% ومضاعفة رواتب التقاعد· ويقول الوزير ''في الوقت الراهن لا توجد لدينا أي مشكلة في دفع الرواتب''، مشيرا إلى أن أكثر من 75% من السكان يعيشون في الجزء الغربي من البلاد الذي تسيطر عليه حكومة العقيد معمر القذافي وتدفع رواتب القطاع العام والمعونات الحكومية· والأزمة التي تشهدها الساحة الليبية - في إشارة إلى الثورة الشعبية التي تطالب بإطاحة النظام- دفعت بالليبيين إلى عمليات شراء وتخزين السلع بسبب الذعر، وأوقفت الواردات التي تبلغ 50% من استهلاك الشعب الليبي بسبب العقوبات، وتسببت في تراجع النشاط الاقتصادي بشكل كبير نظرا لفرار العمالة الوافدة· وأكد المسؤول الليبي أن الحكومة سترفع سعر الفائدة من 3 إلى 6% الأسبوع المقبل، موضحا أن القلق الذي ينتاب الناس دفعهم إلى كنز أموالهم في المنازل والابتعاد عن البنوك، ''لذلك نريد أن نقدم للناس بعض الحوافز'' لأن الأموال المتداولة أكثر مما يحتاجه المستهلكون أو المستثمرون·