في حوار أجرته معه ''الجزائر نيوز'' على هامش مشاركة فرقته في الطبعة السابعة من مهرجان ''جميلة'' العربي، ذكر طارق الجابي، رئيس فرقة ''العاشقين''، أن قضية معبر رفح وقطاع غزة أخذت بُعدا أكثر مما تستحق، وتسببت في تقزيم القضية الفلسطينية ومطالب شعبها الذي لا يبحث عن الأكل والشرب، بل عن الحرية واسترجاع سيادته على كامل المناطق، مضيفا بأن الثورة المصرية الفتية لم تقدم الكثير لفلسطين، معتبرا ما قام به شعبها نصرا يستحقونه بعد سنوات من المعاناة، مضيفا في سياق منفصل إن التراث الفلسطيني ومختلف الفرق التي تؤديه كان له الدور الكبير في التعريف بمعاناة أبناء بلد القدس مثمنا في السياق ذاته جهود الجزائر ومساعيها الحثيثة في سبيل تمكين فلسطين وشعبها من بلوغ حياة كتلك التي تنعم بها كل شعوب العالم··· تزورون الجزائر للمرة الثانية بعد مرور أكثر من 30 سنة على أول حفل أحيته فرقتك بها··· هي فرصة لنا لنلتقي من جديد بالجمهور الجزائري الرائع والذواق للفن على اختلاف مشاربه، ومشاركتنا في مهرجان ''جميلة'' الذي بدأ كبيرا وهو يكبر ويرتقي من سنة لأخرى تضاف لتاريخ الفرقة التي لها باع طويل يمتد لحوالي 40 سنة، المدة التي قضاها أفرادها البالغ عددهم حاليا 34 فردا حملوا على عاتقهم مهمة إيصال رسالة شعبهم وتبيان حقيقة ما يعانيه الملايين من الفلسطينيين في ظل الاحتلال اليهودي الغاشم، والجزائر -بلدنا الثاني- له فضل كبير علينا من خلال مساندته للثورة ومنظمة التحرير منذ تأسيسها عندما فتح حدوده وأرضه ومعسكراته لكل الفلسطينيين، الصنيع الذين لن ننساه أبدا· تخصصت فرقة العاشقين في الأغنية الوطنية الملتزمة الطابع الغنائي المحدود من حيث الانتشار، كيف تقيمون هذه التجربة···؟ هي تجربة ناجحة مكنتنا من تحصيل الكثير، وبالإضافة لكونها السلاح الذي نحارب به وندعم به قضيتنا التحررية، نحن نقدم الأغنية الوطنية الهادفة والملتزمة التي تعكس حقيقة التراث العربي عامة والفلسطيني خاصة، الشيء الذي أصبحنا نفتقر له في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، وغاب عنه الفن الملتزم والأغنية الهادفة التي تعود على الشعوب بالنفع، لا تضر بأخلاقهم وتدعو للفساد والانحراف، وهذا شرف لفرقتي التي أرى أنها تصنع الاستثناء الذي نأمل أن يتعمم ويصبح الفن الجميل والهادف هو الذي يحكم السيطرة على الساحة وليس الذي نراه في الوقت الراهن· كثيرة هي المهرجانات التي أصبحت تقام في فلسطين هلا حدثتنا عنها الثورة الفلسطينية اهتمت بالفنون والجانب الثقافي عامة وخصصت له حيزا كبيرا ضمن اهتماماتها ومختلف استراتيجيتها، لأن الفن والتراث يعكسان تاريخ شعبنا، وتمسكنا بالأغنية الوطنية منبعث من إيماننا القوي بأن المقاومة ليست بالسلاح فقط بل حتى الفن يلعب دورا في تبيلغ مختلف الرسائل، وهو الذي لا يؤمن بالحدود التي استطعنا تجاوزها وتمكنا من نقل معاناة شعبنا المحاصر، وفلسطين فيها العديد من الفرق، وقد أصبح لنا نحن أيضا مهرجانات نحييها كل سنة ونحن حاليا نحضر لواحد منها بمناسبة ذكرى وفاة الشهيد ياسر عرفات، والشيء المميز هو أن مهرجاتنا لا تخرج عن إطار الأغنية الهادفة التي يعطيها الشعب الفلسطيني جزءا كبيرا من اهتماماته· مثلا، فرقة ''العاشقين'' يتم تمويلها من قبل رجل أعمال أخذ على عاتقة التكفل بجميع احتياجات عناصرها، وكذلك الحال بالنسبة لباقي الفرق التي احتضنها القطاع الخاص بصفة عامة، في حين الجميع يعلم الظروف التي يمر بها بلدنا، وبالتالي لا يمكن الحديث عن دعم من الحكومة التي لها اهتمامات أخرى· تعيش الدول العربية على وقع الثورات الشعبية المطالبة بالتغيير، وقد نجح الشعب المصري في ذلك، ماذا أضاف هذا الانتصار للفلسطينيين؟ يبتسم··· كان بودي أن أقول لك ''خليني ساكت'' لكن سأرد على سؤالك، نحن مع الشعوب التي تطالب بحريتها وتطمح لغد أفضل، وهذه الثورات فتية· أما علاقتها بالقضية الفلسطينية، فلا أظن أنها ستضيف الكثير، لأن الأمر يتعلق بالحكومات والرؤساء· أما من جهتنا كشعب، فنحن لا ننحاز لأي طرف، ونحن دائما مع من يطالب بالحرية والتخلص من القيود· أما ما تعلق بالثورة المصرية، فهي لا تزال في بداية الطريق، وفي انتظار عودة الاستقرار لمصر نأمل أن تضيف لنا الجديد وليس على صعيد الأكل والشرب فقط، بل من خلال دعم قضية تحررنا· وفيما يتعلق بالقوافل التي أصبحت تنظم بشكل دوري ويطمح القائمين عليها إلى فك الحصار عن غزة··· نحن نرحب بكل المساعدات التي تصلنا، ونشكر كل من يحاول تقديم يد العون لنا، لكن ما يجب أن تعرفه شعوب العالم هو أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة للأكل والشرب، بل يبحثون عن الحرية والقوافل التي أصبحت تنظم بشكل دوري، والهدف منها فك الحصار عن قطاع غزة، وبقدر إيجابياتها لها من السلبيات الكثير، لأنها حصرت القضية الفلسطينية في قطاع غزة ومعبر رفح فقط، الفرصة التي يستغلها الصهاينة لتمرير مختلف مخططاتهم الجهنمية ويضربون باقي المناطق المحتلة عرض الحائط، والأخطر من كل ذلك أن للإعلام دور كبير في هذا، حيث أنه يضر الفلسطينيين ويدعم اليهود من حيث لا يشعر، وبالتالي كان من الواجب أن يعرف العالم بأن فلسطين التي تعتبر البلد الوحيد في العالم الذي لا زال تحت وطأت الاحتلال، يطالب شعبها بالحرية والحياة الكريمة المهمة التي نتمنى أن يشاركنا فيها الجميع، خاصة العرب· أما فيما يتعلق بالأكل والشرب، فأكيد أننا لن نموت من الجوع· كلمة أخيرة··· مرة أخرى، أشكر القائمين على مهرجان ''جميلة'' على الدعوة التي وجهوها لنا والفرصة التي أتيحت لنا للالتقاء من جديد بالشعب الجزائري المضياف والطيب، وشكر خاص لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أنوب عن بقية شعبه في شكره على المجهودات الجبارة التي يقوم بها في دعمه للقضية الفلسطينية·