صعّد الثوار اليمنيون مطالبهم ''بالحسم الثوري'' وخرجوا في جمعة ''رفض العقاب الجماعي''، داعمين المجلس الانتقالي الذي شكلته القوى المناوئة لحكم الرئيس علي عبد الله صالح، في المقابل خرج مؤيدو الرئيس في جمعة ''واعتصموا بحبل الله''، وميدانيا تواصلت الاشتباكات بين قوات من الجيش وعناصر القاعدة في محافظة أبين. واحتشد الآلاف من اليمنيين في تعز، حيث أدوا صلاة الجمعة. وأشار خطيب الجمعة إلى أن ثمة علامات على استمرار الثورة في البلاد بقوة. لكن المدينة شهدت عنفا بعد الظهر حين أطلقت قوات موالية للرئيس قذيفة، مما أدى إلى مقتل طفلة وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت مصادر إعلامية إن 17 محافظة خرج بها مئات الآلاف وربما الملايين مؤيدين لمطالب الثوار المنادية برحيل النظام، مشيرا إلى أن الثوار مصممون على استكمال برنامجهم بإسقاط الرئيس ونظامه رغم وجود تحفظات على ممارسات الأحزاب المعارضة التقليدية ممثلة في اللقاء المشترك. وتقاطر على العاصمة صنعاء، أول أمس الجمعة، عشرات الآلاف من مناصري ومعارضي صالح في استعراض للقوة من الطرفين، حاملين أعلاما ولافتات، في حين تشهد باقي المدن اليمنية مظاهرات مماثلة، أكثرها للمعارضة. وحمل مناصرو صالح لافتات تعبّر عن تأكيد تمسكهم بالشرعية الدستورية وبقاء صالح إلى عام 2013 حسب الدستور وبرفضهم للفوضى والتخريب وتمسكهم بالوحدة اليمنية. من جانبهم، حمل المتظاهرون المعارضون لافتات تدعوه إلى التخلي عن الحكم ورفضهم الوصاية الخارجية على الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، ورفض العقاب الجماعي على الشعب من خلال انعدام الماء والكهرباء والمشتقات النفطية. ويشهد اليمن حركة شعبية عارمة تطالب صالح بالتنحي مع أسرته عن حكم اليمن المستمر منذ 17 جويليةئ,1978 غير أن صالح يتلقى العلاج حاليا في السعودية إثر محاولة اغتياله و78 من قادة الدولة في الثالث من جوان الماضي. وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر عسكرية وطبية يمنية إن القيادي في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب عايض الشبواني قتل خلال معارك وقعت يوم الثلاثاء مع الجيش اليمني بالقرب من مدينة زنجبار في محافظة أبين الجنوبية. وكانت السلطات اليمنية أعلنت في جانفي 2010 مقتل ستة قياديين من تنظيم القاعدة من بينهم الشبواني في غارة جوية، إلا أن التنظيم نفى ذلك. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أن جنديين قتلا وأصيب أربعة آخرون في مواجهات مع القاعدة عند مدخل مدينة زنجبار بمحافظة أبين، بينما قتل عنصر من التنظيم وأصيب آخر برصاص مسلحين قبليين موالين للجيش في المحافظة نفسها، حسب ما أفادت مصادر طبية وعسكرية وقبلية الجمعة. وذكرت مصادر عسكرية أن اشتباكات متقطعة سجلت منذ الخميس وحتى أول أمس الجمعة، في حين يحاول الجيش الدخول إلى زنجبار التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ نهاية ماي ئالماضي. وقال مصدر قبلي، إن قوات القبائل المتعاونة مع الجيش اليمني أوقفت الجمعة قافلة لمن يوصفون بأنهم متشددون إسلاميون في طريقها إلى زنجبار، حيث تقاتل القوات الحكومية لطرد مسلحي القاعدة. وذكر المصدر أن أحد المتشددين قتل واعتقل عشرة حين لاحقت قوات القبائل القافلة في مديرية مودية بمحافظة أبين الجنوبية الساحلية.