حسب الصديق الشاعر علي مغازي فالجزائر بحاجة إلى وزارة للمرح يكون دورها الأساسي التأهيل النفسي للشعب الجزائري الذي دمرته السياسات العوجاء للحكومات المتعاقبة عليه كتعاقب الليل والنهار·· والحقيقة أن وزارة للمرح كفيلة بإعادة الحياة للجسد الوطني المنخور بكل الأمراض·· المرح وحده قادر على فعل ما يعجز عنه الأطباء، فهو أنجع عقار لمداواة كل الأسقام المزمنة· حاجتنا للمرح ضرورة ملحة في الظرف الراهن ونحن على مسافة نصف قرن من ميلاد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التي ما زال يحكمها الشيوخ والعجائز الذين اهترؤوا بيولوجيا و نفسيا يحكمون في 57% من الشباب والاطفال، فالحكمة اليوم لم تعد مرتبطة بالشيوخ، الحكمة بنت الشباب والقوة هذا هو منطق عالم المعلوماتية والذكاء· هؤلاء الشيوخ هم سبب كل هذا البلاء أكلوا وقتهم ويطمعون في وقتنا وفي وقت أبنائنا·· والمرح الذي نحن بحاجة إليه لن يعرفوا صنعه لأن الذي يصنع المرح هو الشاب الحيوي، أما الشيخ فمستكين في خريف شيخوخته· الجزائريون من أقل شعوب العالم مرحا، إنهم لا يبتسمون كثيرا، تجد نفسك في مقهى تنتظر طويلا حتى يأتيك النادل، وهو يراك ولا يأتيك حتى تحترق أعصابك وتنادي عليه، النادل لا يلقي التحية عليك يطلق في وجهك الجملة المعادة (واش تشرب) هكذا حيادية وبلا روح، يأتيك بفنجان القهوة في يده، يضعه وينصرف، وعندما تريد أن تدفع له تعيد مناداته، ويا ويلك إذا لم يكن عندك الصرف، سيجعلك تندم على اختيار هذا المقهى، والأمر كذلك في حافلة النقل العمومي ولدى الخضار والجزار وفي مصلحة الحالة المدنية الكل عبوس في وجه الآخر· وزارة خاصة بالمرح سيكون دورها إشاعة البهجة والسرور في قطاع الخدمات خاصة، في البلديات والمستشفيات والبنوك ومراكز البريد والإدارات العمومية، الموسيقى والرقص واللعب في هذه الأماكن سيجعل المواطن حتى ذلك الذي يأتي شاكيا وعازما على قلب الدنيا سيحوله الجو المرح هناك إلى كائن وديع· حاجتنا إلى المرح أهم من الاصلاح السياسي السلحفاتي، أهم من كل الاحزاب السياسية ومن كل شيء·· أهم حتى من تغيير النظام·