عادت الشاعرة الجزائرية عفاف فنوح، لتغرف من بحور الشعر، وكررت تجربة طبع ديوانها الثاني عن دار الحكمة، عنونته ب ''بحري يغرق أحيانا''، قالت أنها تجربة مختلفة جدا عن سابقتها، حيث تشعر أنها أصبحت تتحكم أكثر في القصيدة وموضوعها، وأنها لم تعد تلك المراهقة التي كتبت منذ سنوات خمس ديوانها الأول ''لاجئة حب''· ------------------------------------------------------------------------ بحر فنوح هذه المرة، يضم حوالي 22 قصيدة، في النوع العمودي وأخرى في شعر التفعيلة، ضمها كتاب من الحجم المتوسط في مائة صفحة· تسجلين عودة شعرية بمناسبة صالون الكتاب 61، وتوقعين قصائد بعنوان ''بحري يغرق أحيانا''؟ هذه تجربتي الثانية في مجال النشر، بعد أن أصدرت في 2005 ''لاجئة حب'' عن دار الحضارة، وقد كانت قصائدي آنذاك كتابات مراهقة فعلا، بأخطائها وعيوبها، أعتقد الآن أنني لو لم أجرؤ على نشرها في حينها لما تجرأت على فعل ذلك اليوم· خمس سنوات بعدها، أحقق تجربة أخرى من حيث الدقة في اختيار المواضيع والتوقف عند المعاني·· إلا أنني لا أزال أشعر بالخوف من القصيدة كفكرة، أنا أفكر مليا قبل أن أكتب، حتى لا أندم على شيء· ما هي المواضيع التي تناولها شعرك هذه المرة؟ تجدين مجموعة متنوعة من المواضيع، هناك قصيدة ''طلاق بالثلاث'' التي فازت في 2009 بالجائزة الأولى لمهرجان الأدب النسائي بقسنطينة، كما كتبت ''قلب فايس'' عن ظاهرة الفايس بوك، و''ما زلت أنثى''، و''ومضة غياب''، و''أغنية لحجر قديم''، وأخرى عن الوطن· لماذا لمسة الحزن في قصائد عفاف؟ أصبحت قصائدي أكثر نضجا، هذا أول ما أشعر به، أما عن لمسة الحزن، فأنا أعتقد أن الفرح عقيم لا يصنع قصيدة، أما الحزن الذي يسكنني فهو غير مصطنع·· ثمة ركن للحزن بداخلي هو من يعطيني قصائدي· تقولين أنك اليوم أكثر نضجا شعريا، ما هي مساحة الجرأة في تناول المواضيع عندك؟ أقول ما أشاء في شعري، بتعبير مباشر أو ضمني·· أقوم بذلك عندما أحس أن هناك أشياء أخشى ألا تفهم كما أريد، خاصة فيما يتعلق بموضوع الوطن وعلاقة الرجل بالمرأة· يعني أنك تستعينين بالرمز للهروب من حكم الآخر؟ ليس هروبا، بقدر ما هو طريقة في الكتابة، فالمفاهيم متعددة، ويتعدد معها الشكل، ليكون أكثر إيضاحا هذا ما في الأمر·