أكد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، عمار بلاني، أن زيارة وفد المجلس الانتقالي الليبي إلى الجزائر التي أعلن عنها مازالت في جدول أعمال الحكومة، وستتم خلال الأيام القليلة المقبلة، موضحا أن الحكومة الجزائرية تتطلع إلى فتح صفحة جديدة مع المسؤولين الجدد في ليبيا· وكانت مصادر ليبية قد أعلنت، فور إعلان مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، تأجيل المجلس الانتقالي زيارة وفد له إلى الجزائر كانت مقررة صباح أمس· تتابع الجزائر عن كثب تطورات الأحداث في ليبيا بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي في ظروف غامضة على أيدي مسلحي المعارضة· ومازالت الجزائر التي عبّرت في أكثر من مرة عن قلقها من تطور الأحداث في ليبيا، تنتظر وضوح الصورة وإعلان استقلال ليبيا، كما وعد به وزير العدل السابق في حكومة القذافي مصطفى عبد الجليل ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية· وفي الوقت الذي لم تتضح الصورة بهذا البلد المفكك، سارع عدد من أعضاء المجلس الانتقالي المعروفين بعدائهم للجزائر واتهامها بجملة من الاتهامات تأكد فيما بعد بطلانها، إلى ضرورة تسليم أفراد عائلة القذافي الذين لجأوا إلى الجزائر لأسباب إنسانية، عوض الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية تخرج ليبيا من الفوضى التي تعيشها وتؤسس لدولة ديمقراطية كما وعدت به المعارضة· الجزائر تتطلع إلى المصالحة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الديمقراطية في أول رد فعل على مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الجزائر تتطلع إلى مصالحة وطنية بين أبناء الشعب الليبي وبين جميع أطياف المجتمع الليبي بنهوض هذا البلد· وأن الجزائر تتطلع إلى عهد جديد في ليبيا وتحقيق تطلعات الشعب الليبي والحق في الازدهار في الديمقراطية، يطوي صفحة من تاريخ ليبيا· ويعتبر رد الفعل الجزائري شبيها بالموقف الفرنسي وعدد من الدول الأوروبية التي تتطلع بدورها إلى فتح عهد جديد في ليبيا وطي صفحة الماضي، ''بعد الذي عاناه الشعب الليبي من دكتاتورية العقيد معمر القذافي''· سفير الجزائر التقى عبد الجليل لتحضير زيارة أعضاء المجلس الانتقالي إلتقى سفير الجزائر في طرابلس الذي عاد -مؤخرا- إلى العاصمة الليبية بعد حادث اقتحام مقر السفارة، إثر سقوط مدينة طرابلس في أيدي المعارضة المسلحة، مع المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي، ودارت بينهما محادثات حول تحضير الزيارة المرتقبة لأعضاء بالمجلس الانتقالي في ليبيا، بالإضافة إلى كيفية مساهمة الجزائر في إعادة الاستقرار إلى ليبيا· وتناول اللقاء -أيضا- الهواجس الجزائرية من بعض القضايا الأمنية، خاصة ما تعلق بقضية الأسلحة المتداولة بشكل كبير في أوساط السكان، وكذا تخوفات الجزائر من تسريب الأسلحة الثقيلة وتهريبها عبر الحدود لتقع بين أيدي المجموعات الإرهابية في دول الساحل الإفريقي· ودرس الطرفان تحضير الترتيبات الخاصة بالزيارة مع تعيين بعض مقربي عبد الجليل المعروف بمواقفه المعتدلة، وكذا مستشار محمود جبريل لترأس الوفد الذي سيزور الجزائر· ونقل السفير الجزائري في طرابلس مآخذ من توالي بعض التصريحات والاتهامات الكاذبة فيما يخص عدد من القضايا من طرف عناصر بالمجلس الانتقالي· ويتكفل مسؤولون بسفارة الجزائر في ليبيا الذين فضّلوا الالتحاق بالمجلس الانتقالي، عقب سقوط العاصمة الليبية طرابلس، بمهمة تحضير زيارة وفد بلدهم إلى الجزائر، ويترأس هذه الاتصالات السكرتير الأول بسفارة ليبيا في الجزائر· أفراد عائلة القذافي قد يغادرون الجزائر سبق أن انفردت ''الجزائر نيوز'' بخبر دراسة الجزائر لإمكانية تمكين أفراد من عائلة القذافي مغادرة الجزائر، ونية عائشة ابنة العقيد معمر القذافي اللاجئة إلى الجزائر، منذ يوم 29 أوت الماضي، في مغادرة الجزائر، بعد التصريح المسجل الذي أدلت به لقناة الرأي التي يقع مقرها بسوريا، وأدى إلى احتجاج الجزائر على هذا الأمر واتهام عائشة القذافي بمخالفة أصول الضيافة· في هذا الإطار، علمت ''الجزائر نيوز'' أن الجزائر تدرس جليا قضية تواجد أفراد عائلة القذافي، مع التأكيد أن الجزائر التزمت كلية بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي· كما أن أغلب اللاجئين الليبيين من أفراد عائلة القذافي لم تصدر في حقهم أية أوامر قضائية سواء من العدالة الدولية أو حتى الليبية أيضا، هذه الأخيرة -برأي القانون الدولي- فاقدة للشرعية، طالما أنه لم تتشكل حكومة ليبية شرعية، وأن أي تصرف يقضي بتسليم أفراد عائلة القذافي المطلوبين يعتبر مخالفا للقانون الجنائي· وجدد، أول أمس، محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني الانتقالي، دعوته للحكومة الجزائرية لتسليم ليبيا من تبقى من عائلة القذافي إليها، بعد مقتل معمر القذافي وابنه المعتصم· وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قد طلب من الجزائر ''التعاون مع السلطات الليبية'' الجديدة فيما يخص أي طلب تتقدم به حول أفراد عائلة القذافي الموجودين في الجزائر·