لا وجود لمفاوضات سرية مع قطر حول مصير العقيد فندت الجزائر وجود مفاوضات سرية بين الجزائر ودولة قطر، حول مصير العقيد الليبي معمر القذافي، مؤكدة بأن ''الأخبار التي تناولتها وسائل إعلام أجنبية لا أساس لها من الصحة''. وقال عمار بلاني، الناطق باسم وزارة الخارجية، أمس، في تصريح ل''الخبر'': ''ننفي نفيا قاطعا الأخبار غير المؤسسة والتي بثتها وكالة أنباء أجنبية زعمت وجود مفاوضات بين الجزائر وقطر حول العقيد القذافي''. وأضاف بلاني: ''نؤكد مرة أخرى بأن العقيد القذافي لا يتواجد داخل الأراضي الجزائرية''. كانت وكالات أنباء إيطالية قد نشرت، يوم الجمعة، تقارير ذكرت فيها أن الجزائر وقطر باشرتا مفاوضات بغرض تسليم العقيد الليبي معمر القذافي للسلطات الليبية الجديدة، وحسبها فإن ''القذافي المتواجد بمنطقة غدامس يكون قد تسلل إلى الأراضي الجزائرية''، وأن ''الجزائر وقطر تتفاوضان من أجل تسليمه إلى حكام ليبيا الجدد''. وبخصوص ما تردد حول زيارة مرتقبة لوفد عن المجلس الانتقالي الليبي، لترسيم اعتراف الجزائر به الأسبوع الماضي، قال بلاني: ''ما نشر حول زيارة وشيكة لوفد رفيع المستوى عن المجلس الانتقالي للجزائر، فإننا نؤكد بأنه لم تتم برمجة أي زيارة من هذا النوع في الوقت الراهن''. وكانت تقارير إعلامية ليبية وعربية أفادت بأن وفداً يمثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي سيصل إلى العاصمة الجزائرية اليوم، للتباحث حول مستقبل العلاقات والقضايا العالقة بين البلدين، خصوصا وجود عدد من الليبيين المطلوبين لدى الجزائر. وأضافت ''أن الزيارة تعتبر ثمرة مباحثات وزير الخارجية مراد مدلسي ورئيس المكتب التنفيذي في المجلس محمود جبريل في نيويورك الأسبوع الفارط''. حكومة جديدة من دون جبريل وعلى الصعيد السياسي، أعلن محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، في ندوة صحفية، أول أمس، أنه لن يشارك في الحكومة القادمة، مضيفا أنه ''لا تجري أي مشاورات حاليا لتشكيل حكومة انتقالية بعد قرار التأجيل إلى ما بعد تحرير الأرض''. وردا على سؤال إذا ما كان التحرير يعني تحرير سرت وبني وليد أم القبض على رموز النظام السابق، قال ''أتمنى تحرير هاتين المنطقتين حتى نبدأ المشاورات حول تشكيل الحكومة المقبلة التي لن تكون لي علاقة بها بأي حال''. وأضاف جبريل، ذو التوجه الليبرالي، والذي يواجه معارضة من التيار الإسلامي في المجلس الانتقالي ''إذا كان هناك بعض الجماعات أو بعض الأشخاص لا يرون جبريل شخصا مناسبا، ولا يريدونه لأسباب شخصية، فذلك أمر يعود لهم، لكن السيادة الوحيدة على هذه الأرض هي سيادة المجلس، ولا أخفي سرا أنهم يُسدون إلي معروفا وجميلا إذا استمع إلى رأي وأعفيت من هذه المهمة فعلا''. وتابع إن ''المكتب التنفيذي حصل على قرار باستمراره في أداء أعماله حتى التحرير الكامل وعندها يسقط المكتب وتنتهي صلاحياته''، موضحا أن مدة بقاء المكتب في تصريف الأعمال ستستمر حتى تحرير كامل الأراضي الليبية. تحذير الراديكاليين بالموازاة مع ذلك، أعلن السيناتور الأمريكي جون ماكين أن سقوط نظام القذافي يلهم شعوبا في أنحاء العالم بمن فيهم شعوب سوريا وإيران والصين وروسيا، مؤكدا أن بلاده مستعدة للتعامل مع أي حكومة ليبية جديدة ينتخبها الليبيون. ونقلت ''رويترز'' عن ماكين قوله، أول أمس، في ندوة صحفية بطرابلس، ''نحن على ثقة تامة أن الليبيين يلهمون اليوم الشعوب في طهران وفي دمشق وحتى في بكين وموسكو، وما زالوا مصدر إلهام للعالم بأسره، وليعلم الناس أنه حتى أعتى الدكتاتوريات في العالم يمكن إسقاطها وإحلال الحرية والديمقراطية محلها''. وأعرب ماكين عن اعتقاده بأن الشعب الليبي لا يرغب في أن تأخذ قوى إسلامية متطرفة زمام الحكم في البلاد، مؤكدا في الوقت ذاته أن ''الولايات المتحدة ستتعامل مع أي حكومة ينتخبها الشعب الليبي، لكن كيفية هذا التعامل ستتوقف على طبيعة الحكومة المقبلة''. وأضاف قائلا: ''لا أعتبر نفسي خبيرا في شؤون ليبيا.. بل لدي معلومات كافية تجعلني أفهم أن غالبية الليبيين لا يرغبون في ظهور حكومة إسلامية متطرفة على غرار الحكومة الإيرانية، على سبيل المثال''. وفي تطرقه إلى الأوضاع الميدانية في ليبيا قال إن على المجلس الوطني الانتقالي بسط سيطرته على كافة الجماعات المسلحة التي تنشط في البلاد، مؤكدا أن المستثمرين الأمريكيين يرغبون في العمل بليبيا، لكن ذلك الأمر ليس يسيرا مادام القتال مستمرا. النيجر لن يسلم الساعدي قالت سلطات النيجر إنها لا تعتزم تسليم الساعدي، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، الذي لجأ إلى أراضيها في 11 سبتمبر الجاري، وذلك بعد أن أصدرت الشرطة الدولية (إنتربول) مذكرة حمراء لمطالبة الدول الأعضاء ال188 بتوقيف الساعدي بناء على طلب السلطات الليبية الجديدة. وقال رئيس الحكومة في النيجر، بريجي رافيني، إنه لا خطط لدى بلاده لتسليم الساعدي (38 عاما) من أجل المحاكمة في ليبيا. وقال ''الساعدي في أمان بين أيدي الحكومة النيجرية وإنه من غير الوارد تسليمه إلى ليبيا حاليا''، وأضاف ''نريد أن نكون متأكدين من أنه سيحصل على هيئة دفاع نزيهة''.. وتساءل ''هل هذه الشروط متوفرة حاليا؟.. لا''. معارك شرسة ميدانيا، تواصلت، أمس، المعارك بين قوات المجلس الانتقالي وكتائب القذافي في مدينتي سرت وبني وليد مسفرة عن نزوح الآلاف من المدنيين من سكان المدينتين. وقال مصدر مسؤول في الهلال الأحمر الليبي في بنغازي إن ''آلاف الأشخاص نزحوا من سرت وبني وليد وخصوصا باتجاه مصراتة والجفرة وأيضا باتجاه المناطق الشرقية من ليبيا، موضحا أن 1212 أسرة تمثل 6172 شخص نزحت من سرت إلى مصراتة حتى يوم الأربعاء الماضي''. وأضاف نفس المصدر أن عدد الفارين من المعارك في سرت جنوبا باتجاه الهيشة ووادي زمزم والقداحية بلغ حتى الأربعاء 11650 أسرة، كما نزح من مدينة بني وليد باتجاه مصراتة 15 إلف شخص إضافة إلى نزوح أعداد أخرى من سرت إلى أجدابيا وحتى بنغازي، مشيرا إلى أنه يجري العمل على توفير كل حاجات النازحين وأيضا الاستعداد لتوفير المأوى لمن يحتاجه.