في مبادرة لقيت إعجاب واستحسان الجمهور، قام الإعلامي والشاعر أحمد سليم آيت وعلي بتنشيط أمسية شعرية ببهو المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح، في إطار النشاطات الفنية المبرمجة على هامش الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح، حيث قدم قصائد شعرية للشاعر والفنان القبائلي القدير لونيس آيت منقلات بالعربية وقصائد الشاعر محمود درويش بالأمازيغي، بادئا بقصيدة ''أمنوغ'' بمعنى ''الصراع'' للفنان آيت منقلات والتي أخذها من ألبومه الأخير المعروف ''ثاوريقث ثشافحنت'' بمعنى ''الورقة البيضاء''، وألقاها في البداية بالأمازيغية وبعدها بالعربية ومنح الفرصة للذين لا يفهمون الأمازيغية فرصة الاستمتاع بالأبيات الشعرية للفنان آيت منقلات التي تتسم بالمعاني الواسعة، وتحمل القصيدة الصراع القائم بين الإنسان ووصفه بالحوت الصغير الذي يؤول ويجول في قاع البحر، لكن فجأة يلتهمه غدرا وظلما حوت أكبر منه، مقدما صورة واقعية تترجم المثل الذي يقول إن القوي يأكل الضعيف في ظل غياب العدالة والمساواة، وقام بإسقاط الجشع الرهيب الذي يسكن نفوس الأشخاص المغرورين الباحثين عن السيطرة والقوة، وخصوصا بين أفراد العائلة الواحدة، وانتهت القصيدة بإظهار أن الحياة لها نهاية وللزمان حدود ''الجميع سيموت ويذهب الفجر الأخير وتنتهي الأسواق من ثرثرتها ويصمت كل شيء''· والقصيدة الثانية التي اختارها أحمد سليم ألقاها بالعربية والأمازيغية كانت بعنوان ''ثامازيغت إناسن'' بمعنى ''الأمازيغية قل لهم'' والتي أصدرها آيت منقلات في ألبومه سنة ,1999 وهي رسالة موجهة للجزائريين بالمهجر يدعوهم للعودة إلى أرض الوطن، وعبر عن حبه للجزائر رغم الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية، واعتمد في قصيدته على وصف الوضعية الجيدة للبلاد وعودة الأمن واندثار الظلم، لكن آيت منقلات نقل هذه الصورة بطريقة شعرية رائعة وزاد جمالها تلك القافية الرنانة، لكنه في الأخير خاطب المهاجرين أنهم في حالة العودة إلى البلاد وإيجادها في وضعية قبيحة لا يلوموه ''أنا ذلك المجنون الذي يحب بلده، وإن وجدتم غير ما قلت لكم لا تلوموني والمجنون مسموح عليه قول ما يريد''· وانتقل فيما بعد الشاعر إلى إلقاء قصائد الشاعر محمود درويش بالعربية وبعدها بالأمازيغية، وكانت القصيدة الأولى بعنوان ''أمي'' التي يعبر فيها عن حبه للأم وعدم الصبر لدموعها، حيث ألقى الشاعر أحمد سليم آيت وعلي هذه القصيدة بالدموع بسبب تأثره البليغ بالقصيدة إلى حد فقد أعصابه نوعا ما، وواصل الشعر بطريقة انفعالية التي يتميز بها الشعراء نظرا لمشاعرهم الحساسة، وأنهى الأمسية الشعرية بقصيدة آيت منقلات بالعربية بعنوان ''يناد أومغار'' بمعنى قال الحكيم·