شهد ميترو الجزائر، أمس، مع بداية الاستغلال التجاري له، توافد عدد من المواطنين· فبين من دفعه فضوله إلى اكتشاف هذه الوسيلة الجديدة التي طال انتظارها، اختار آخرون الميترو للانتقال إلى وجهاتهم المختلفة، سيما وأن انطلاق الميترو تزامن وعطلة الفاتح نوفمبر· عجت قاطرات الميترو بالمواطنين الذين توافدوا على مختلف محطاته، مصطحبين عائلاتهم، فيما بدت فرحة الأطفال واضحة، خصوصا وأنهم فتحوا عيونهم على إعادة بعث المشروع في 2004 ليركبوه فعليا اليوم بعد 7 سنوات· وأجمع جل من تحدثث إليهم ''الجزائر نيوز'' على أهمية هذا المكسب الذي يعد إضافة حضارية لعاصمة الجزائر، خصوصا وأنه لا يختلف كثيرا في هندسته عن أمثاله في العواصم العالمية نيويورك وباريس· واصطف عدد كبير من المواطنين في أكشاك بيع التذاكر بمحطة البريد المركزي - تافورة، ليقوموا بعدها بالمرور عبر جهاز يتم إيداع التذاكر فيه لفتح الممر باتجاه الأرصفة التي يتم الركوب منها· ''الجزائر نيوز'' استطلعت آراء عدد من المسافرين داخل الميترو ''هذه إضافة كبيرة وهامة سنستفيد منها جميعا، سيخفف الميترو كثيرا من الازدحام الذي تعرفه طرقات وسط العاصمة''، يقول سيد أحمد (25 سنة)، ليعقب صديقه: ''أوروبا تحت الأرض وفوقها مشاكل العاصمة، حقيقة لا يختلف هذا الميترو عما كنا نراه فقط في التلفزيون، واليوم ها نحن نركبه''· أما سيدة من وسط العاصمة وجدناها رفقة ابنتيها، فقالت ''إن كسب العاصمة لمثل هذا المرفق المهم يعد بحد ذاته خطوة نحو الأمام، نتمنى فقط أن يتم الحفاظ عليه''· الميترو قد يعيد للعاصمة الحياة في المساء ويهدد عمل سائقي الأجرة يضمن ميترو العاصمة رحلات من وسط العاصمة إلى حي البدر إلى غاية ال 11 ليلا ، ما يعني أن من يقيم في حسين داي مثلا، سيمكنه الالتحاق بمقر سكناه على التاسعة أو العاشرة ليلا، قادما من قلب العاصمة، دون أن يضطر للبحث عن سيارات الأجرة التي يصبح العثور عليها في وسط العاصمة من المستحيلات السبع، لهذا يرتقب عدد كبير من المواطنين أن يضيف ذلك شيئا كبيرا لوسط العاصمة، التي تتحوّل بعد الساعة السابعة إلى مدينة أشباح، حيث يضطر التجار لغلق محلاتهم بسبب قلة الإقبال من سكان العاصمة، الذين يفضّلون الالتحاق قبل السابعة مساء ببيوتهم، خوفا من عدم توافر وسائل النقل· وبمقارنة بسيطة بين ما يدفعه المتجه من وسط العاصمة إلى حسين داي مثلا لسيارات الاجرة ،التي لن تقل عن ال 80 دينارا وتستغرق على الأقل 20 دقيقة، فإن خيار الميترو يعد أحسن بكثير من حيث التكلفة والوقت، إذ لا يستغرق الميترو سوى 8 دقائق للوصول إلى حي عميروش ب 50 دينارا للانتقال لمرة واحدة و35 فقط للمشتركين· وأجمع جل من استطلعت ''الجزائر نيوز'' آراءهم على كون سعر التذكرة مرتفعا بعض الشيء، أنه أحسن من خيار سيارات الأجرة بكثير، خصوصا بالنسبة للذين ينتقلون من وسط العاصمة إلى حي البدر. ذوو الاحتياجات الخاصة خارج اهتمام مسؤولي الميترو لا تحتوي مداخل محطة الميترو على ممرات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يتم تخصيص أية ممرات للمعاقين، كما لا تتوافر القاطرات لا مقاعد مخصصة لهم، في حين تم تثبيت مطبات ليتمكن المكفوفين من معرفة حدود السكة، التي يؤدي المرور عبرها الى الموت الحتمي· وحسب أحد العمال المكلفين بالوقاية، فإن مثل هذه الإضافات يتم تداركها لاحقا، بالتعاون مع وزارة التضامن في غالب الأمر وبتوصيات منها· إضافة إلى هذا، فإن غياب التغطية الهاتفية في أنفاق الميترو يجعل المسافر في عزلة تامة، وهو ما يمكن تداركه كذلك لاحقا، يضيف المتحدث ذاته ل''الجزائر نيوز'' بالتعاون مع متعاملي الهاتف النقال.