»الفضول أسرع الخطوات لاكتشافه، والفرحة غمرت وجوههم تعلوها ابتسامات والانطلاقة قد تعد أحلى الذكريات«. هي بعض الكلمات التي يمكن أن نصف بها أولى الساعات لمواطنين وعائلات أقبلوا على أولى الرحلات على متن »ميترو الجزائر«، التي تزامنت مع ذكرى الاحتفالات بثورة البطولات. كان، يوم أمس، موعدا مع أولى الرحلات على متن قطار الأنفاق الذي استقطب منذ ساعات الصباح الأولى عشرات المسافرين باختلاف الأعمار والجنس، أغلبهم قادهم الفضول لاكتشاف هذا »الصرح الجديد« في مجال النقل، حيث أبدى المواطنون استحسانا كبيرا للخدمات الراقية والوسائل المادية الحديثة في مجال تسيير هذا المرفق العمومي الهام، ناهيك عن الناحية الجمالية التي تزيّنت بها محطاته، سيما وأن »الميترو« يعد أول تجربة في الجزائر في مجال النقل عبر الأنفاق. مئات المواطنين يحجون إلى محطة البريد المركزي »صوت الأحرار« كانت حاضرة خلال أولى رحلات »الميترو«، انطلاقا من محطة البريد المركزي باتجاه، خليفة بوخالفة، أول ماي، عيسات إيدير، الحامة، حديقة التجارب، المعدومين، حي عميروش، حي بحر وشمس ليتوقف بنهائي بحي البدر بباش جراح. وقد عجت محطة تافورة بجموع المواطنين، رجالا نساء، كبارا وصغارا -حسب ما لوحظ بعين المكان- والتي كانت بداية استطلاع أجريناه حول مدى إقبال المواطنين على ميترو الجزائر، إلى جانب بيع التذاكر على قدم وساق وعلى أهبة الاستعداد لاستقبال العدد الكبير من زواره الأوائل، حيث لم يبخلوا بتقديم الإرشادات للمسافرين والإجابة عن أسئلتهم الذين كان معظمهم يجهلون إجراءات ركوبه، فيما كان أعوان الأمن يراقبون عن كثب خطواتهم في إجراء روتيني أساسه حفظ الأمن بهذا المكسب الجديد، خاصة وأنه يتوقع أن يجلب إليه أعدادا مضاعفة من المسافرين خلال الأيام القادمة. البداية كانت بالدخول إلى بهو المحطة، المجهزة بأحدث الوسائل المادية في هذا المجال، حيث يتسنى لمرتاديه معرفة مواقيت انطلاق »الميترو« بدقة، الذي أكد بشأنه أحد العمال بأنه متوفر كل 4 دقائق وفي كلا الاتجاهين، فضلا عن اتجاهات الدخول والخروج من النفق، حيث يتسنى للمسافر أن يأخذ التذكرة عبر موزع آلي في حال كان يملك قطعا نقدية، أو عبر الشباك من طرف المستخدم في حال أنه لا يحوز إلا أوراق مالية، قبل أن يمررها عبر أحد الأجهزة الخاصة ليتم فتح باب الدخول. »فخورون بهذا المكسب« »رائع«، »جميل«، »تحفة«، هي كلمات كانت تلكنها الألسن كلما وضع أحدهم أولى خطواته داخل هذه المركبة المتكونة من عدة قطارات والتي أبانت عن تقنيات حديثة في هذا المجال، وكلما دنوت من أحدهم يخاطبك بالقول »أتيت لاكتشاف هذه الوسيلة الجديدة في مجال النقل«، فيما كانت كاميرات الهواتف النقالة حاضرة لأخذ صور تذكارية على متن قطار الأنفاق. وقد عبر عدد ممن التقيناهم عن سعادتهم وهم يمتطون لأول مرة »الميترو« الذي كان حسب تعبيرهم حلما طال انتظاره، مؤكدين بأنه مكسب جدير بالإشادة، خاصة وأنه سيسهل تنقلاتهم اليومية، فيما استغل عدد منهم عطلة العيد الوطني »ذكرى أول نوفمبر« لجلب أفراد عائلاتهم لاكتشافه وتكون بذلك الفرحة فرحتان ذكرى عيد الثورة ورؤية ميترو الأنفاق عن قرب، بعد أن كان عددا في وقت سابق منهم لا يراه إلاّ عبر شاشات التلفزيون وفي عواصمفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية. عائلات تتدافع وأطفال يتسابقون لأخذ صور وفي ذات الصدد، أكدت إحدى العائلات أن هذا المكسب الجديد يمكن اعتباره ضمن أهم إنجازات الجزائر المستقلة، مشيدين بوفاء رئيس الجمهورية لوعده بتحقيقه وجعله في متناول المواطنين الجزائريين، والذي اشرف على تدشينه شخصيا أول أمس- حسب تعبيرهم-، وأضافوا أنهم فخورون بهذا الإنجاز الذي يضاهي احدث قطارات الأنفاق بالعالم وبعد 8 أسابيع من التشغيل التجريبي ل »ميترو الجزائر« أشرفت المؤسسة المكلفة بتسييره، أمس، على انطلاق الاستغلال التجاري للخط رقم1 الذي يضم 10 محطات، وبالنظر إلى التدفق المعتبر الذي شهدته محطات »الميترو« في اليوم الأول ينتظر أن يحتل هذا الأخير مكانة رئيسية بين أنواع النقل الأخرى. ويضمن »ميترو الجزائر« الذي أشرف نقل حتى 60 مليون مسافرا سنويا، ويغطي 5 بلديات بالجزائر العاصمة على طول الشبكة مقدرة ب 9.5 كلم، بخط واحد وعشرة 10 محطات، 9 تحت الأرض وواحدة فوق الأرض. أما فيما يخص المحطات فهي البريد المركزي، خليفة بوخالفة، أول ماي، عيسات إيدير، الحامة، حديقة التجارب، المعدومين، حي عميروش، حي بحر وشمس وحي البدر بباش جراح. كما يشتغل الميترو طيلة أيام الأسبوع من الساعة الخامسة صباحا حتى 11 ليلا، بسعر تذكرة مقدر ب 50 دينار جزائري، في القوت الذي بلغت فيه تكلفة المشروع 100 مليار دج وتم إنجازه بيد عاملة جزائرية بنسبة 98.5 بالمائة وتم تجنيد 400 عون أمن حسب المواصفات، إضافة إلى 244 كاميرا مراقبة. ويشار إلى أن أشغال ميترو الجزائر التي انطلقت في سنوات 1980 قد توقفت في عديد المرات وطالت لسنوات، مما أدى إلى تأخر كبير قبل أن تستأنف بشكل تدريجي بفضل مخططين وطنيين كبيرين للاستثمارات العمومية متعددي السنوات وهما 2000/2004 و2005/2009.