في أي خانة يمكن تصنيف تبرير قائد المنتخب الوطني الأولمبي شعلالي الذي أوعز مردوده الباهت والمتواضع الذي قدمه أمام المنتخب المغربي إلى السحر الذي يكون قد وضعه عمال الفندق الذي نزل فيه الخضر· ولا داعي هنا لمواصلة القصة السحرية التي نسجها خيال هذا اللاعب، وبدل ذلك علينا التأكيد على أن هذا التبرير يعد الأول في لعبة كرة القدم، حيث لا تحتفظ ذاكرتنا أن هناك لاعبا لجأ إلى هذه الفكرة، بل وقد نجزم بعدم وجود أي لاعب حاول إقناع نفسه بأن سبب هزيمته أو فشله في تأدية مقابلة في المستوى يعود إلى ''مغامرة سحرية''، حالت دون بروزه وتألقه· ولعل ما ذهب إليه شعلالي يعيد إلى أذهاننا ما يقال حتى اليوم من أن الأندية والمنتخبات الإفريقية تعتمد كثيرا على الخرافات السحرية بهدف كسب مواجهاتها الكروية وإفشال الخصم من خلال ما اصطلح على تسميته ''الفريفري''· والغريب في الأمر أن مسألة السحر منتشرة فقط في القارة الإفريقية ومتبادلة فقط بين الفرق والمنتخبات الإفريقية ولم تستطع يوما اختراق الحدود والوصول إلى القارات الأخرى حيث لم نسمع يوما أن فريقا إفريقيا استعمل السحر عندما يلعب مع منافسين أوروبيين أو أمريكيين أو آسياويين، وهو ما يجعلنا نخلص إلى حقيقة ومسلمة وهي أن تأثير السحر الإفريقي لا يجدي نفعا خارج أسوار الذهنيات الإفريقية على منوال ما خلص إليه لاعبنا شعلالي ولو كان مفعول السحر الذي يروج له في الملاعب الإفريقية صالحا وصحيحا ومؤثرا وحقيقيا، لو تردد اليوم العالم في استقدامه لإيقاف مهارات ميسي وقذفات رونالدو ومهارة الكرة البرازيلية وفنيتها وصرامة الكرة الألمانية، وخداع الكرة الإيطالية وواقعية الكرة الإسبانية التي تهيمن اليوم على العالم· ما يدعو حقا إلى الدهشة ونحن نقرأ تصريح اللاعب شعلالي هو يقينه بأن التمزق الذي تعرض له والآلام التي أحس لم تكن وليدة إصابات عادية تصيب أي لاعب كرة حيث اختزل المسافة والكلمات والتفسيرات في عامل وحيد دون محاولة التعمق فيما حدث له· كما أننا لا ندري هل هي المرة الأولى التي يتعرض فيها هذا اللاعب إلى هذا النوع من الإصابة بعيدا عن الاحتكاك، ونقص اللياقة البدنية وقلة التركيز وقوة المنافس· كما أننا لا ندري هل العملية السحرية التي ذهب ضحيتها هذا اللاعب ظرفية أم ستلازمه طوال مشواره الكروي، في حالة ثبوت الفرضية الثانية عليه مغادرة المنتخب الأولمبي حتى لا تصيب العدوى كل المجموعة·