وعد وزير الداخلية الفرنسي الأسبق ورئيس جمعية فرنسا - الجزائر جان بيار شوفنمان بالتحرك لدى الحكومة الفرنسية من أجل تحسين سياستها الخاصة بالهجرة تجاه الجزائريين، مؤكدا أنه تدخل لدى وزير الداخلية الحالي وسيتحرك غدا لكي يتحسن هذا الوضع· وقال جان بيار شوفنمان، في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية، أن ''التشريع الأوروبي يهدف إلى تفضيل المهاجرين القادمين من الشرق عن القادمين من الجنوب''، معترفا أن ذلك ''ليس مطابقا لتقاليدنا ولا لتاريخنا''، وأنه يجب على فرنسا أن تبقى متوجهة نحو حوض المتوسط مثلما هي متوجهة نحو القارة الأوروبية· وأشار شوفنمان إلى أنه قام سنة 1999, عندما كان وزيرا للداخلية، بمنح الحق في الإقامة الذي يسيره قانون ''ريزيدا'' وحق تنقل الأشخاص ''الذي سهلته بشكل كبير''، مضيفا أن عدد التأشيرات التي تمنحها فرنسا للجزائريين انتقل خلال ثلاث سنوات (1999 - 2000) من 50000 إلى 250000 تأشيرة· وقال ''أعلم أن هذه السياسة قد شددتها الحكومات التي توالت بعد سنة 2002, معتبرا أن تأشيرات حولت من أجل تغذية هجرة غير منتظمة''· في نفس السياق، أكد شوفنمان أنه ''لا يشاطر توجهات السياسة الجديدة التي شددت فيها الحكومة القواعد المطبقة على الطلبة الأجانب المهددين بالطرد في ختام دراستهم''، قائلا إن ''الطلبة الجزائيين لديهم واجبات نحو بلدهم ولكن لا يجب على فرنسا أن تختفي بنفاق وراء ضرورة عدم حرمان بلدان الجنوب من نخبتهم من أجل تشديد قوانين الإقامة''· وبحسب شوفنمان، فإنه ''يجب التركيز أكثر على تسهيلات التنقل (تأشيرات دخول متعددة) واستقبال الطلبة الذين يريدون العمل في فرنسا بسهولة أكبر، وسيكون هذا أيضا فرصة لهم من أجل التكون والحصول على كفاءات تستفيد منها الجزائر فيما بعد''· وفي سياق الحديث عن العلاقات الجزائرية - الفرنسية، دعا شوفنمان إلى وجوب ''تحريك الأمور بين فرنساوالجزائر، لأننا بلدان كبيران مطالبان بأن يكونا قادرين على تحمل الماضي بأكمله والتوجه سويا نحو المستقبل''، مؤكدا أنه ''يتفهم أثر الذاكرة الأليمة على الجزائريين''، وأضاف شوفنمان ''إنها ذاكرة أليمة بالنسبة إلى الجميع''، مؤكدا أنها تجد مصدرها في جوهر النظام الاستعماري ذاته وعيبه الأصلي اللذين أفسدا العلاقات بين بلدينا بشكل مستمر''· وبالنسبة إلى شوفنمان ''هناك مشاعر قوية تطبع العلاقات الفرنسية الجزائرية، يبدو لي إيجابيا ويكون من المؤسف إهماله''، مؤكدا أنه من جهته يبقى ''وفيا للالتزام المتعلق بالتوجه سويا نحو المستقبل والعمل على إقامة الصداقة والتعاون بين بلدينا اللذين يطلان على نفس البحر وتربطهما علاقات إنسانية متميزة''· كما اعتبر رئيس جمعية فرنسا-الجزائر أنه بإمكان الجزائر أن تساهم في إقامة هذه الصداقة ''من خلال بعض القرارات الرمزية''، معتبرا أنه ''عمل ضروري ولا مناص منه وصعب، وإلا فإن ''الذاكرة الأليمة'' قد تستعمل وتنتج اليوم أيضا آثارا سياسية غير عقلانية من حيث مصالح الجزائروفرنسا على حد سواء''·