لفتت غالبية أعضاء المجلس الوطني لاتحاد الشبيبة الجزائرية النظر إلى ممارسة عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، مناورات في الكواليس على والي العاصمة حتى رخصت مصالحه لمؤتمر الاتحاد لجهات موالية لجناحه في الأفلان، على حساب إرادة معظم إطارات المجلس الوطني للاتحاد، وهو المؤتمر ''الذي كانت قد منعته مصالح دحو ولد قابلية في وزارة الداخلية العام الماضي''· بعد ترخيص وزير الداخلية قبل أشهر لندوة درارية التي وصفت بشبه مؤتمر استثنائي لجبهة التحرير الوطني، عاد الهيجان إلى المياه الراكدة بين ولد قابلية وبلخادم، بسبب ''ترخيص ولاية الجزائر لمؤتمر للاتحاد''، يقول عنه المنسق العام للاتحاد بوقفدة محمد ''إنه مؤتمر غير شرعي يكشف خللا ما في العلاقة والتنسيق بين والي العاصمة ووصايته المتمثلة في وزير الداخلية دحو ولد قابلية''· ويبرر المنسق حكمه هذا بقوله ''إن الأشخاص ذاتهم يقودهم المسمى مدني محمد كانوا قد طلبوا الترخيص لمؤتمر اتحاد الشبيبة العام الماضي، لكن الوزارة رفضت منحهم إياه، إلا أن والي العاصمة فاجأنا في الثامن ديسمبر من العام الجاري بمنح الترخيص لمؤتمر غير شرعي من الناحية التنظيمية والقوانين الداخلية للاتحاد، وهو ما يطرح علامات استفهام عديدة حول مدى التنسيق بين الوزير والوالي في المواقف تجاه المسائل الإدارية''· سياسيا، قال المنسق العام للاتحاد، في ندوة صحفية نظمها بالأمس بمقر حركة التقويم والتأصيل التي أعلن فيها بالمناسبة ولاء جناحه التام، للحركة، إنه يتعين على وزارة الداخلية مراجعة موقفها بروية وعدم اعتماد كل ما انبثق عن المؤتمر الأخير ''الذي جرى في جنح الظلام في قاعة صغيرة بالأبيار بحضور أعضاء دخلاء عن الاتحاد لا يملكون صفة المؤتمرين ولم تدم فعالياته أكثر من ساعة واحدة وتمت تزكية شخص مدني محمد الذي بلغ الستين على رأس أكبر وأعرق تنظيم شباني في البلاد وفوق ذلك متابع قضائيا، في وقت كان مؤتمر الاتحاد حدثا وطنيا، يستنفر كافة مؤسسات الدولة ومسؤوليها''· واتهم منشطو الندوة الصحفية عبد العزيز بلخادم بإجراء مناورات تكللت باستصدار ترخيص ''غير مفهوم'' من الولاية من أجل المؤتمر، ''بينما غالبية أعضاء المجلس الوطني وهم 90 من إجمالي 144 عضوا ضد مدني محمد الذي تمت تزكيته''· وأشار منشطو الندوة -أيضا- إلى أن ''المجلس الوطني وهو أعلى هيئة ما بين المؤتمرين التي تنبثق عنها لجنة تحضير المؤتمر بريئة من كل ما له علاقة بما رخصته مصالح والي العاصمة''، مطالبين وزير الداخلية في بيان رسمي وزع على الإعلام بالأمس، التحري في من كان وراء مصالح ولاية الجزائر، في إشارة ضمنية لبلخادم، ''لكي تمنح الترخيص على حساب غالبية أعضاء المجلس الوطني السيّد كما تنص عليه قوانين الجمهورية والنظام الداخلي والقانون الأساسي للاتحاد''· كما دعا المنسق في ندوته الصحفية، أمس، كل الأمانات الولائية والفروع إلى التحرك ''لإنقاذ أعرق تنظيم شباني أخرجه القائد الراحل هواري بومدين إلى الوجود ومنح البلاد إطارات عليا ومقتدرة بسبب النضال والمنهج البيداغوجي الذي ترعرعوا فيه داخل المنظمة''·