بعد أحداث أكتوبر 1988 التي شهدتها الجزائر أطل رئيس الجمهورية أنداك الشاذلي بن جديد من على شاشة التلفزيون، معلنا عن إصلاحات سياسية وتعديلا للدستور يقر مبدأ التعددية الحزبية، وعدل الدستور سنة 1989 وبموجبه شُكل أكثر من 60 حزب سياسي· السيناريو نفسه يكاد يتكرر بعد 22 سنة من هذه التعددية، فبعد أحداث جانفي والربيع العربي خرج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ليعلن عن إصلاحات سياسية شاملة أعقبها رفع حالة الطوارئ والإعلان عن فتح المجال لاعتماد أحزاب جديدة، تلاها تصريح له بمناسبة افتتاح السنة القضائية يؤكد أحقية الأحزاب السياسية الصغيرة في الوصول إلى الساحة السياسية إن أتى بها الصندوق وأثبتت جدارتها من خلال الانتخابات· ولم يمض أسبوع عن تصريحات رئيس الجمهورية وقبلها تصويت البرلمان على قانون الأحزاب الجديد وتأكيد وزير الداخلية أن دائرته الوزارية ستشرع في دراسة ملفات الأحزاب الجديد والنظر في طلبات اعتمادها، وهي التصريحات التي فتحت شهية العديد من الأشخاص لتشكيل أحزاب سياسية وظهر هذا التهافت من خلال طلب تراخيص عقد مؤتمرات تأسيسية وبيانات عن عقد مؤتمرات تأسيسية وغيرها· وإلى حد الآن أُعلن عن وجود 15 حزب قيد التأسيس منها من كان ينتظر الاعتماد منذ سنوات، مثلما هي حال حزب عمارة بن يونس الاتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية وحزب محمد السعيد أوبلعيد ''حزب الحرية والعدالة''، وحزب عبد الله جاب الله ''جبهة الحرية والعدالة''، يضاف إليها عشرات الأحزاب السياسية التي أعلنت بدورها عن شروعها في إعداد ملفات طلب الاعتماد على شاكلة حزب الطاهر بن بعيبش الأمين العام السابق للأرندي وجبهة الجزائرالجديدة ''FAN '' بقيادة جمال بن عبد السلام التي أعلنت في بيان إعلامي، أمس، وصل إلى قاعة التحرير أنها تستعد لعقد مؤتمر تأسيسي خلال الأيام القادمة، بعد أن عقدت لقاءين وطنيين لممثلي ولايات الوطن· كما ورد، أمس، بيان أخر لمحضر اجتماع لهيئة تأسيسية لحزب أطلق عليه ''حزب المستقبل الديمقراطي'' شكل لجنة لإعداد وصياغة المشروعين التمهيديين للبرنامج السياسي والقانون الأساسي وللحزب، وكلف لجنة من 3 أشخاص لإيداع طلب اعتماد الحزب لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية لدراسته والبث فيه، كما تنص عليه القواعد والنصوص القانونية وكذا التحضير للمؤتمر التأسيسي للحزب· من جهته أعلن عبد العزيز بلعيد العضو السابق في اللجنة المركزية للأفلان والمستقيل منها حديثا، عن إيداع ملف اعتماد حزبه ''قيد التأسيس'' يوم الخميس الماضي لدى مصالح وزارة الداخلية تحت اسم ''جبهة المستقبل''، وعرض الخطوط العامة لحزبه بحضور مجموعة من المؤسسين ومن إطارات سابقين في حزبه السابق الأفالان· وأعلن من جهته عبد العزيز غرمول عن تنظيم جمعية تأسيسية لحزب أطلق عليه ''حركة الوطنيين''، وأن ملفها كحزب سيودع لدى مصالح وزارة الداخلية بعد أسبوع من انعقاد المؤتمر التأسيسي الذي تم يوم الفاتح نوفمبر في مقر تعاضدية عمال البناء في زرالدة·