لا أدري هذا الحماس الزائد الذي يبديه البعض ممن يريدون ترؤس أحزاب سياسية جديدة في البلاد، هل إيمانا منهم بالقدرة على تغيير شيء ما أم مجرد نفحة سياسية وفقط؟ نهق حماري كعادته وقال: ربما يتطلعون لمستقبل أفضل· قلت: هل يمكنهم أن يغيروا شيئا من الواقع السياسي والركود الذي خيم على البلاد؟ قال حماري مستهزئا: أؤكد لك أنها مجرد مضيعة للوقت، السلطة تعطيهم الترخيص لدخول المعترك السياسي حتى تظهر لنا مدى رحابة صدرها وتطبيقها للديمقراطية وتركها الاحتكار السلطوي، والأحزاب أخذها الطمع ودخلت اللعبة مغمضة العينين· قلت: تظن أن هذا كل ما في الأمر؟ قال: أقسم لك أنه لن يكون أكثر من هذا، لأن طالبي الاعتماد الجدد يدركون مسبقا أنهم لن يفعلوا شيئا سوى ممارسة مهمة الأرانب السياسية التي تدخل السباق بنية الخسارة· قلت: غريب تحليلك أيها الحمار التعيس! نهق بشدة وقال: أين الغرابة فيما أقول؟ أليست الحقيقة بعينها؟ هل هناك حزب يجرؤ على الدخول لربح السباق؟ قلت: يقطعون رأسه؟ قال والقهقهات تتطاير في السماء: يقطعون كل شيء يقطع فيه ويرمونه للكلاب· قلت: تعبير فظيع من حمار أفظع· قال حماري وهو يترنح في مكانه وينظر في المرآة: إني أمامك بقدي الرشيق وقامتي وطولي ووسامتي وثقافتي التي حيرت بها الدنيا، ومع ذلك لن أعطيهم الحق في جعلي أرنب سباق أو حتى أرنبا بريا· قلت: لأنك لا تصلح، لو كنت صلحت لذلك لن تنتظر أن يطلب منك ذلك· قال ساخرا: التسيس صعب والسياسة أصعب وأنا حمار أفهم الأمور على أصولها، ستعتمد الأحزاب وستدخل السباق ولن تستفيد سوى من ربطة جزر: أنت تعرف الأرانب تحب الجزر·