ثمنت هيلاري كلينتون الإصلاحات السياسية التي شرعت فيها الجزائر، مؤخرا، وقالت إنها ستنعكس بشكل مباشر وإيجابي على الحقل السياسي والديمقراطي في البلاد، مع خلق قاعدة صلبة مبنية على أسس متينة تكون للشعب كلمته فيها، مضيفة في ذات السياق أن الولاياتالمتحدةالأمريكية رحبت بها بعد أن لمست في القائمين عليها نية إحداث التغيير وخلق جو ديموقراطي وفق ما تتطلبه الحياة السياسية، على غرار تلك التي نجدها في أمريكا· وذكرت هيلاري كلينتون بعض النقاط التي مستها الإصلاحات، على غرار الزيادة المقررة في عدد النساء اللائي سيشاركن في الانتخابات التشريعية القادمة، والدعوات التي وجهتها الحكومة الجزائرية للمراقبين الدوليين لهذا الموعد الانتخابي، وكذلك الحال بالنسبة إلى مشروع فتح المجال الإعلامي وخلق قنوات تلفزيونية خاصة· وأضافت كاتبة الدولة الأمريكية، خلال الندوة الصحفية التي نشطتها نهاية الأسبوع الماضي، على هامش الزيارة التي قادت وزير الخارجية مراد مدلسي إلى أمريكا، أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر تسير في الطريق الصحيح، واصفة إياها بالممتازة ومن شأنها تطوير مجالات التبادل بين البلدين، معبرة في سياق منفصل، عن شكرها للجزائر بعد مجهوداتها التي بذلتها على المستوى المغاربي، في خضم الثورات التي شهدتها كل من تونس وليبيا وتقديمها يد المساعدة لشعبي البلدين· كما أشادت هيلاري كلينتون بالمشاورات المنتظمة بين الولاياتالمتحدةوالجزائر حول المسائل الإقليمية ومسائل الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، منوهة بدورها كعضو مؤسس لمنتدى مواجهة الإرهاب الذي أطلق شهر سبتمبر من السنة الماضية بنيويورك، وبموجبه أنشئت مجموعة الاتصال الجزائريةالأمريكية لمكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية، وكان لها دور فعال في خلق مجال للتعاون، خاصة ما تعلق منه بمنطقة الساحل الإفريقي· وقالت كلينتون إن الاجتماع الذي جلست فيه مع مدلسي بمعية كاتب الدولة المساعد المكلف بشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان عرف أيضا تدارس العديد من القضايا من بينها الأزمة السورية التي وصفتها بالخطيرة واستنكرت ما يحصل فيها من تجاوزات وعنف طال أمده، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع الجزائر وكل الشركاء في الجامعة العربية لوضع حد للعنف الذي تشهده سوريا· أما عن ملف الصحراء الغربية، فقالت هيلاري إن الولاياتالمتحدة تعمل بشكل دائم على مساندة الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي ودائم يرضي طرفي النزاع، مؤكدة أن بلادها تدعم مسار المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب برعاية الأممالمتحدة· من جهته، ذكر مراد مدلسي وزير الخارجية أن هيلاري كلينتون كاتبة الدولة الأمريكية ستقوم شهر فيفري القادم بزيارة للجزائر وذلك بعد مدة من الدعوة التي وجهت لها·