ناقش جمهور مهتم بالسياسة أول أمس في مقر ''الجزائر نيوز''، الحال السياسي للإسلاميين وأهدافهم في خضم التحولات الجارية محليا وخارجيا، تفاعل الحضور مع العديد من المعطيات والأفكار الهامة التي طرحها شفيق مصباح المحلل السياسي، وزبير عروس المتخصص في علم الاجتماع وإلى جانبهما محمد بغداد المتتبع لشأن الحركات الإسلامية· نال الطرح القائل بأن التيار الإسلامي في الجزائر من شأنه صناعة حراك سياسي يفضي إلى عودته إلى الساحة السياسية، حصة الأسد من موضوع الندوة، وهو ما أبرز وجود أنصار يتنبأون للتيار الإسلامي بخسارة في الانتخابات القادمة، وهي الفكرة التي جاءت على لسان شفيق مصباح مثلا الذي اعتبر هذا التيار ''فاقدا لمميزات هامة جعلت تيار النهضة في تونس مثلا يعتلي عرش الحكم''· كما حاول البعض الآخر تسليط الضوء أكثر على واقعية التعامل مع الإسلاميين كقوة سياسية موجودة على الأرض، من طرف الدولة والذهاب إلى غاية إمكانية تزوير الانتخابات لصالح الإسلاميين، لتكييف الجزئر السياسية مع ما يجري حولها· كما دافعت الوزيرة السابقة السيدة بن حبيلس عن ضرورة توحيد مفهوم للإسلام المعاصر'' تخوفا منها من زيغ في المفاهيم قد يؤدي إلى انزلاقات غير محمودة العواقب، مبدية امتعاضها من تشجيع جارٍ لإسلاميين كانوا بالأمس متشددين، ويصفونهم اليوم بالمعتدلين· أما زبير عروس المتخصص في علم الاجتماع، فقد أراد قلب الندوة رأسا على عقب بقوله ''لماذا نحن اليوم نريد دراسة التيار الإسلامي ومناقشته وليس التيار الديمقراطي؟''، موضحا أن البعد الإسلامي في المجتمع الجزائري وحركاته الوطنية كان دوما موجودا ''من الأمير خالد إلى الحركة الوطنية مرورا بنجم شمال إفريقيا''· بالنسبة لعروس، الجبهة الإسلامية للإنقاذ كنقطة فارقة في التاريخ السياسي للجزائر ''لم تكن يوما حزبا سياسيا بل حركة جماهيرية''، معلنا أن الإسلاميين حاليا في الجزائر ''لا ينبغي التعامل معهم بمنطق الخوف ولا ينبغي التعامل معهم بمنطق القوة الوحيدة في البلاد، وإلا فإننا في كلتا الحالتين مخطئون''، عارضا أن يكون التبصر وعدم السقوط والجري وراء إسقاطات خاطئة ''هو الحل الأمثل لتحليل الوضع الاجتماعي والسياسي للتيار الإسلامي في الجزائر''، موضحا أن شعارات إسلامية استعملها الفيس ''لا تزال موجودة لكنها ليست وحدها''، مذكرا بمشهد كان قد عاشه في مسيرات مؤخرا صنعه مطالبون بقولهم ''عليها نحيا وعليها نموت'' فيرد البعض الآخر ''شقة وتحتها حانوت''· كما قال زبير عروس أيضا من خلال سؤال يرمي إلى تحديد الهدف الأساسي للنقاش الوطني السائد حول الإسلاميين بقوله ''هل نحن في الجزائر أمام أحزاب سياسية ذات توجه إسلامي أم أمام تيار يريد تأطير الموجة العارمة للإسلاميين؟ هذه الأفكار والنقاشات تفاعل معها الجمهور من خلال أطروحات تترواح بين تنبؤات، بمصير الإسلاميين، منها ما يقول بالانتصار ومنها ما يقول بالاندثار، وما بينهما متحفظون على النبوءتين·