صرح المرشح الرئاسي الروسي، فلاديمير بوتين، في تصريحات جديدة لافتة حول الأوضاع في سوريا، واللافت أن تلك التصريحات لم تكن أمام الناخبين الروس، بل كانت أمام ست صحف دولية، فهل هذه خدعة روسية جديدة، أم هي رسالة للغرب، والمنطقة؟ يقول فلاديمير بوتين، إن روسيا ليس لديها ''أي علاقة مميزة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات، ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك''، مضيفا إن لا ''علاقة خاصة'' بين موسكو ودمشق، وأن روسيا لا تعتزم الانحياز لجانب دون الآخر. كما قال إن مصالح بلاده التجارية مع سوريا لا تزيد على مصالح بريطانيا، أو غيرها من الدول الأوروبية. وهذا ليس كل شيء، بل إن بوتين رفض التعبير صراحة عن أي دعم للأسد، حيث قال ردا على سؤال طرحه صحافي عن فرص الأسد بالبقاء مع الثورة السورية ''لا أعرف، ولا يمكنني أن أطلق تكهنات من هذا النوع''. فهل ما يقوله بوتين، الرئيس القادم لروسيا، هو ملامح تغيير في الموقف الروسي، أي أن موسكو بدأت تدشن سوق البيع السياسي؟ أم أن هذه خدعة أخرى لإعطاء فرصة جديدة للأسد عله ينقض على الثورة السورية ويقضي عليها؟ قبل الإجابة لا بد من رواية قصة باتت معروفة، وهي ليست بسر، حيث راج أن الروس أبلغوا من زارهم، مؤخرا، ويقال إن من ضمنهم شخصية لبنانية سياسية، بأن الأسد باق كرئيس لسوريا ما بقي بوتين رئيسا للوزراء في روسيا، وهذا كلام واضح، حيث لم يقل إنه ما دام بوتين في السلطة، أو ما بقي على قيد الحياة. وهذا الأسبوع يتوقع أن يكون بوتين رئيسا لروسيا، وتحديدا بعد غد، واللافت في تصريحات بوتين أنها جاءت أمام صحافيين دوليين، كما أن بوتين يقول، إن بلاده تريد علاقات كاملة مع جورجيا، أي أن بوتين يحضر لمرحلة جديدة في ظل رئاسته. كما أن هناك معلومات سمعتها من مصادر عربية مختلفة، بعضها يقول، إن موسكو تقول لهم توقفوا عن التصعيد ضدنا، وأمهلونا حتى يوم 4 من هذا الشهر، أي اليوم الأحد، وحتى نتجاوز الانتخابات الرئاسية الروسية، وهناك مصادر أخرى تقول إنها سمعت في موسكو أن روسيا قد لا تعارض رحيل الأسد، ولكن ليس سقوط النظام كاملا! ورأينا بالطبع السفير الروسي لدى إسرائيل وهو يحذر الإسرائيليين في شريط فيديو مسرب من أن ''الأسد السيئ أحسن لهم من (الإخوان المسلمين)''، وتلك كلها رسائل متناقضة بالطبع، بل إن في تصريحات بوتين نفسها ما هو مريب، خصوصا حين قال، إن طائرة مروحية روسية حاولت إنقاذ الصحافية الفرنسية في حمص ولم تنجح، ملقيا باللوم على الثوار، والمقلق هو: هل كانت القوات الروسية تشارك في قمع السوريين مساعدة للأسد؟ وعليه، فللإجابة على التساؤلات نقول، إنه لا يمكن الوثوق بموسكو، ويجب التحرك لدعم الثوار السوريين بالسلاح، وخلافه، خصوصا أن السوريين يقتلون من قبل قوات الأسد بلا رحمة.