تمسك وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام بفتواه أن ''الانتخاب واجب'' وأن ''دعوة المواطنين للتوجه إلى مكاتب الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي'' دون توجيههم لحزب معين، هو أحد أدوار إمام المسجد، معتبرا أن ذلك الانتخاب تندرج في إطار مهمة الدعوة ''لتوجيه وإرشاد المصلين بما ينبغي عليهم. واعتبر غلام الله في فتواه، خلال إشرافه على افتتاح اللقاء التقييمي الخاص بنشاط قطاع الشؤون الدينية لسنة ,2011 أن أداء الواجب الانتخابي سلوك نابع عن ''المسؤولية والمواطنة'' باعتبارهما من المبادئ التي يحث عليها الدين الحنيف''، قصد تكوين مواطن إيجابي يدلي بكلمته''. بالمقابل جدد بو عبد الله غلام الله تحذيره للأئمة من استغلال منابر المساجد لأغراض سياسية والتسويق للحملات الانتخابية، وأعلن عن جملة من العقوبات ستطال كل من يخالف هذه التعليمة، قائلا ''لا أريد أن يشار إلى المسجد بعد الانتخابات التشريعية بأي سوء أو يتهم بأنه كان وراء تفرقة وتشتيت كلمة الأمة '' وقال غلام الله إن ''الأئمة أحرار في مواقفهم وانتماءاتهم الحزبية''، غير أنه يجب على الإمام ''أن يميز بين اختياره الشخصي والوظيفة التي يشغلها، بحكم أن الإمام إنسان واع بما يقوم به ولا يجب أن يشجع أو يناصر حزبا على آخر، لأنه بمجرد الوقوف مع أحدهم فهذا يعني أنه ضد الآخر، وفي ذلك استغلال لمؤسسة المسجد، بعيدا عن الدور المنوط به من توجيه ونصح وإرشاد''. وأشار غلام الله إلى أن الإمام يجب أن يسخر منبر المسجد ضد الفساد والخراب والتخريب والعدوان والظلم، لكن يجب أن يقف موقف المحايد بالنسبة للأحزاب السياسية، وأضاف أنه ''من حق الإمام ممارسة كل حقوقه السياسية خارج المسجد بما فيها الترشح للانتخابات، كأي مواطن جزائري، لكن عليه التزام الحياد تجاه التشكيلات السياسية داخل المساجد''. مؤكدا أن الوزارة سجلت حالتين على المستوى الوطني لائمة استغلوا المسجد لخدمة أغراض سياسية وتمت معاقبتهم على ذلك، مضيفا بأن بالإجراءات التي اتخذت ضد إمام مسجد قام بالتشهير لحزب معين وهي إحالته على عطلة، بأن ذلك ليس الحل المناسب، وأنه ''يتوجب إحالته على المجلس العلمي لتنبيهه بأن هذا الموقف يتنافى كلية مع وظيفة الإمام''. وعن التحضيرات لموسم الحج القادم، قال غلام الله إنه ستدخل إجراءات جديدة على أعضاء بعثة الحج، وإنه سيوضع شرطا الخبرة والكفاءة كأساس في الاختيار، بهدف تمكين الحجاج الجزائريين من تأدية مناسكهم في ظروف جيدة، خاصة ما تعلق منها بالإسكان والإطعام والمرافقة، مضيفا أن وزارته تملك من هؤلاء الأشخاص الكثير ولن تضطر للاستنجاد بجهات أخرى.