لست أدري، لماذا عندما استمع إلى لويزة حنون، يذكرني صوتها، ويذكرني وجهها بصوت ووجه حصان هائج؟! كنت صغيرة عندما كنت أراها على شاشة التلفزيون تصهل بأعلى صوتها أيام حرب الخليج، فهمت أنها تكره أمريكا، وتكره القطاع الخاص، وتكره الإمبريالية، وتكره شوقي صالحي زعيم الحزب الاشتراكي للعمال، وتكره خليدة، وتكره زوجة حسني مبارك وتكره جارتها بنت عمتي خدوج، وفهمت أنها تحب البقرة التي كانت في بيتهم عندما كانت صغيرة هي أيضا، وتحب القطاع العام وتحب سيدي السعيد صاحب ليجيتيا وتحب بوتفليقة وتحب الشرطي الأول في زمن الشاذلي بن جديد، المرحوم الهادي الخضيري، ذاك الرجل الذي تحدث مع الطائرة وأظن أنها تحب أويحيى لكن لا تريد أن تكشف عن ذلك، ربما من شدة الخجل، أو ربما من شدة أشياء أخرى تخفى على جميع الناس، إلا على الله خالقها وخالقني·· ماذا تريد لويزة من كل هذا الضجيج الذي تثيره من ورائها كالغبار؟! التغيير؟! لكنها عجزت أن تحدث تغييرا في حياتها· نقل السلطة؟! لكنها ظلت رئيسة مدى الحياة على رأس حزبها منذ أن رأى حزبها النور، ادخال الأخلاق في الحياة البرلمانية؟! لكنها لا زالت مثل الآخرين تخلص من البرلمان، وتتنعم بمزايا البرلمان الذي لا يحترمه مواطن أو مواطنة يحترمان نفسيهما· ومع ذلك، فأنا والله احترت عندما صرحت مؤخرا، إنها ليست في حاجة لأن تتحالف مع أي حزب·· غرور؟! اعتداد بالنفس؟! والله لا أعلم·· فقط ما أتمناه أن أراها بالفعل عندما أموت أنا، وتموت هي أن يسخطها ربي بالفعل إلى حصان طائر، لكن صامت··