فتح النقاش الذي احتضنته ''ألف نيو ونيوز''، الباب على أكثر من جبهة صراع وغموض تكتنف طريقة سير الحياة الثقافية في الجزائر، وما هي السياسة المعتمدة للتعامل مع مفاصلها· كما أثار عمر كساب استفهامات الحضور، بخصوص مرجعيات وأهداف مبادرته التي يسهر على تطبيقها مجموعة شابة تعمل على تحرير وثيقة بديلة للسياسة الثقافية المطبقة منذ ,62 وسيتم عرض خطوطها العريضة في الخامس جويلية القادم· للمرة الثالثة يلتقي فريق عمل عمر كساب في فضاء ''ألف نيوز ونيوز'' للحديث عن السياسة الثقافية في الجزائر، بعد لقاء الجاحظية وباب الوادي، وقال كساب إن الهدف هو التعرّف على آراء الفاعلين في سير الفعل الثقافي: ''المشروع سيقدم مسودة تتضمن توصيات لأحسن تسيير ثقافي''، ستكون نتاج تشاور مع ممثلي المجتمع المدني، ويعلن عن فحواها في الخامس جويلية ,2012 بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال· دافع كساب عن فكرته، وأكد أنه بادر بالمشروع بصفته مواطن وباحث في التسيير الثقافي، بعد تجربة خاضها من قبل في دولة البنين، حيث أنجز تقريرا عن الثقافة في ذلك البلد· ويرى كساب أنه يملك من الأدوات العلمية والمعرفة العملية، ما يجعله قادر على النظر بتمعن في سياسة الجزائر الثقافية، التي يرى أنها لا تحترم جملة من المعايير، بدءا باحترام المجتمع المدني وإشراكه في القرار، واستفادته من الميزانية المخصصة للقطاع، بما يقدر بربع المبلغ الإجمالي، وتعيين شخصيات مستقلة على رأس صناديق الدعم، حتى تعمّ الفائدة· إسترسل كساب في سلسلة من الأحكام والملاحظات، تخلص كلها إلى منطق الفشل، بل إلى أن الجزائر لم تعمل يوما من منطلق سياسة ثقافية، وأن المنشآت والتجهيزات فارغة من محتواها، لا تعكس انخراط المواطن في الفعل الثقافي كسلوك حضاري وإبداعي· أثارت هذه الملاحظات حفيظة نور الدين عثماني، مستشار وزيرة الثقافة، الذي قال بداية: ''من الخطير إعطاء خلاصات وآراء مجحفة لا تعكس الواقع''، مضيفا: ''عهد بوتفليقة تميز بأكبر الاستثمارات في الثقافة''، مصححا بالمناسبة: ''اتفاقية اليونسكو 2005 للتنوع الثقافي كانت بمبادرة من جنوب إفريقيا ودعم كبير من الجزائر، في وقت انزعجت أمريكا من القرار، لأنها لا تخدم طموحات إسرائيل، كما أوضح أن الاتفاقية أمضى عليها رئيس الجمهورية في 30 جوان ,2009 لم يصادق عليها البرلمان لحد الأن لأسباب لا نقدر التدخل في صلاحيته''· وعن الميزانية قال: ''ثلثي ميزانية الثقافة تذهب إلى بناء المنشآت وليس فقط إلى التنشيط والترفيه كما قلتم في عرضكم''· كان للحضور موقفه من عرض مجموعة كساب، حيث تساءل السينوغرافي حمزة جاب الله، إن كان الفريق يعرف جيدا الفاعلين الثقافيين، واستفهم حول منهجية عمل الفريق، خاصة وأن الرباعي لم يعرض جيدا مشروعه، وهو ما سبب سوء فهم وضبابية في الغايات، على حد تعبير أستاذ علم الاجتماع عمر لرجان· وزادت حدة الغموض بتدخل محمد سيدي موسى، المكلف بالاتصال في وزارة الثقافة، حينما سأل عن خلفية المشروع، توقيته، والجهة الممولة له، (الباحث كساب عضو جمعية المورد الثقافية مقرها بلبنان)، ونصحهم ب ''التريث''، محذرا من مطبة الوقوع في يد جهات لا تحسن استعمال مثل هذه المبادرات التي قد تبدأ ''بنية حسنة'' وتنتهي باستخدامات مشبوهة ·