خلص رضا مالك الناطق الرسمي باسم الوفد الجزائري المفاوض في إيفيان السويسرية، في حوار لمجلة ''جون أفريك'' في عددها الأخير الصادر 18 الى 24 مارس ,2012 إلى أن ثورة التحرير تبقى ''ناقصة''، وأن الجزائر لم تعمل، بعد استقلالها، على بناء وتنظيم مجتمع ''صحيح وعصري''· كما تحدث مالك عن معارضة هواري بومدين لنص الاتفاقية· خلافا للصمت الذي يلتزم به رضا مالك حيال أسئلة الصحافة الوطنية، يفتح لإعلام الضفة الأخرى، صفحات من ذاكرته النضالية، بصفته شاهدا حيا على مجريات اتفاقيات إيفيان .61 قيم رئيس الحكومة السابق، سنوات الحرية 62-,2012 فقال: إن ''الجزائر كافحت ثمانية سنوات، نجحت ثورتها، إلا أنها تبقى ناقصة غير مكمولة''· معللا كلامه بالقول: ''كان علينا تنظيم مجتمع صحيح وعصري، وترقية الحريات الأساسية· حرية الفكر، حرية الرأي، حرية التعبير، العدالة الاجتماعية···'' ليردف لاحقا في صيغة المحذر: ''لا يجب ان يتحول الاستقلال والسيادة إلى وسادة ننام عليها''· بعد خمسين عاما من الاستقلال، يجدد رضا مالك موقفه من مطلب الاعتذار، فيرد على سائله: ''أنا ضد فكرة اعتذار فرنسا للجزائر· لا يصح أن تعتذر دولة لدولة أخرى· الاستعمار هو مرحلة تاريخية، والمقاومة الجزائرية هي مرحلة أيضا· قاومنا بالسلاح لإخراج فرنسا، لا عقدة لنا في ذلك، ولا نطلب شيئا أيضا''· وفي سؤال متصل حول طبيعة العلاقات الجزائرية الفرنسية بعد 1962؟ يعتقد المجاهد ''أن عهد ديغول كان مرحلة مزدهرة، لأنه كان يعمل على تقديم المفاوضات· من جهته اغتنم هواري بومدين الفرصة لتحرير البلاد نهائيا، وذلك بإعادة النظر في بعض النقاط الواردة في اتفاقيات إيفيان· فقد أمم البنوك لمناجم، المحروقات··· السنوات الأولى للاستقلال ساهمت في محو آثار الاستعمار''· ويرى رضا مالك من جهة أخرى، أن ثمة توافق في السياسة الدبلوماسية بين البلدين: ''كان هناك شيء من الثقة، نظرا للتوافق بين العاصمتين في السياسة الخارجية· أصبح ديغول مدافعا عن العالم الثالث''، مشيرا في السياق ذاته إلى خطاب فنوم بيناه يوم طلب من أمريكا الخروج من الفيتنام· وعن العلاقات الحالية، رد المسؤول: ''إذا أرادت فرنسا ربط علاقات طبيعية مع الجزائر، الشرط الأول هو احترام الجزائريين وسيادتهم· وإلا سيكون هناك خلاف متواصل، سوء فهم وتعقيدات''· في شق الاقدام السوداء والحركى، رد مالك على النقاش الدائر بفرنسا، ومسألة الاقصاء والاعتداء على حقوقهم في العيش: ''الاتفاقيات نصت على عدم ملاحقة المجاهدين الجزائريين، و السجناء السياسيين أطلق سراحهم· في المقابل، التزمنا بعدم التعرض للحركى''، مجزما أن: ''جبهة التحرير الوطني لم تعط ابدا تعليمات للقضاء على احد من المتعاونين مع القوات الاستعمارية· ومن يقول ذلك فهو ضال''·