دقائق فقط بعد تدخله عبر قناة ''إي تيلي''، محذرا الرأي العام الفرنسي من قضية الخلط بين الإسلام والإرهاب، رد عميد الجامع الكبير بباريس على التطورات غير المتوقعة التي أخذتها قضية مجزرة ''تولوز''· بعد مرور يومين على مجزرة المدرسة اليهودية والجنود الفرنسيين من أصل مغاربي، اتضح أن منفذ العملية ينتمي إلى القاعدة، هل من تعليق؟ مع الأسف، تأكد ما كنا نخشاه، إذ أننا في الوقت الذي كنا نظن بأن الأمر يتعلق بجريمة منفذها ينتمي إلى اليمين المتطرف، يتبين بأنه فرنسي من أصل جزائري ينتمي إلى تنظيم متطرف، فما كان يعتقد جريمة قاتل فاقد العقل اتضح بأن عملا إرهابيا· لقد كنتم واحد من الشخصيات الأولى التي عبّرت عن تعاطفها مع الجالية اليهودية بعد هذه المجزرة، كيف سيكون الموقف بعد تطور هذه الأحداث؟ لقد عبّرت الجالية اليهودية بفرنسا عن عرفانها بالتفاتتنا وموقفنا، إذ أنهم هم كذلك كان يؤمنون بعمل النازية الجديدة، واليوم الأمور تعقدت· هناك مسيرة تضامن دعوتم إليها ستجري يوم الأحد بباريس، هل تتمسكون بها؟ من الصعب الإجابة، لكنني أستطيع القول بأنه بعد تحديد هوية القاتل الذي له أصول جزائرية وينتمي إلى مجموعة إرهابية، سيكون من الصعب الإبقاء على هذه المسيرة، وما نخشاه في ظل هذه الأوضاع هو أن يستغل المتطرفون هذه الفرصة، ولهذا لا أعتقد بأن المسيرة سيرحب بها في مثل هذا الظرف· هل ربطتم اتصالات مع الجالية اليهودية بعد تحديد هوية المتهم؟ نعم، لقد قدمنا لهم وجهة نظرنا وموقفنا المعروف من طرف الجميع، ومرة أخرى نجد أنفسنا مضطرون للبروز في الواجهة لنزع كل الغموض والتأويلات، فالإسلام دين السلم والحوار ولم يمكن اختصاره وتشخيصه في العناصر المغرر بها· لقد جاءت هذه القضية في قلب الحملة الانتخابية، ماهو تأثير ذلك على هذه الأخيرة؟ مع الأسف، ليست المرة الأولى التي سيؤثر فيها هذا الحدث التراجيدي على الجالية المسلمة والمغاربية، وفي الماضي فقد شكلت الهجرة واللاأمن مواضيع الحملة الانتخابية في فرنسا، وهذه الجالية المغاربية والمسلمة تتحمّل أكثر من غيرها نتائج وتبعات الأزمة الاقتصادية، وهي بالتالي تحتاج إلى المساعدة وليس ضربها من أجل أهداف انتخابية· وفيما يتعلق بالإرهاب، فقد تحمّلت الجزائر لوحدها مشاقه وهي تعرف جيدا ما معناه، وما أتمناه هو أن تهدأ العقول في الوقت الذي تعرف فيه الظاهرة خطرا ليس فقط في فرنسا ولكن في كل أروبا·