إنفجرت قنبلة يدوية الصنع باكرا، صباح أمس الأربعاء، أمام السفارة الأندونيسية في باريس محدثة أضرارا جسيمة، لكن دون أن تسفر عن إصابات، حسب ما أفاد مصدر قريب من التحقيق· وقال المصدر، إن رجلا عثر على كيس مشبوه أمام السفارة، فأدرك أنه يحتوي على قنبلة يدوية الصنع وألقاه على مسافة عشرة أمتار قبل أن يهرب، وتابع المصدر إن القنبلة انفجرت بعد بضع دقائق قرابة الساعة 45,5 (45,4 تج) ''وحطمت كل شيء على مسافة خمسين مترا''، وأشار المصدر إلى أن القنبلة انفجرت ''في ساعة لم يكن هناك الكثير من المارة في الشارع''، وتابع إن ''الانفجار أدى إلى احتراق سيارات وتحطم زجاج. وأحدث أضرارا جسيمة في دائرة قطرها مئة متر''. ولم يتم العثور على أي رسالة تبني في الوقت الحاضر في موقع الانفجار، وسوف ترفع القضية إلى شعبة مكافحة الإرهاب في الشرطة الجنائية الباريسية. وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة إلى جانب فرق إطفاء وقامت بقطع كل الطرق المؤدية إلى الشارع، حسب ما أفادت به صحفية في وكالة فرانس برس، كما حضرت فرق إزالة ألغام إلى الموقع. وذكر عدد من سكان المنطقة ردا على أسئلة فرانس برس حادثا مماثلا وقع عام 2004 حين انفجرت عبوة ناسفة وضعت تحت العلم الأندونيسي، موقعة عددا من الإصابات الطفيفة. وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان، أمس الأربعاء، أن الرجل البالغ من العمر 24 عاما الذي يشتبه بأنه منفذ هجمات مونتوبان وتولوز متطرف إسلامي على ارتباط بالقاعدة، وقال جيان ''قام هذا الشخص في الماضي برحلات إلى أفغانستان وباكستان.. ويقول إنه ينتمي إلى القاعدة، وأنه أراد الانتقام للأطفال الفلسطينيين ومهاجمة الجيش الفرنسي. وأضاف جيان متحدثا من الموقع الذي تنفذ فيه قوة النخبة في الشرطة الفرنسية العملية للقبض على المشتبه به المختبئ في أحد المنازل، أنه تم توقيف شقيقه، وقال مصدر في الشرطة إن والدة المشتبه به حضرت إلى موقع العملية و''لم ترغب في الاتصال به''، وتابع المصدر إن المحققين ''واثقون من أنه منفذ الهجوم على المدرسة اليهودية الإثنين''. وأثارت الهجمات الثلاث التي أسفرت عن قتل ثلاثة عسكريين في تولوز ومونتوبان في 11 و15 مارس وثلاثة أطفال وحاخام أمام مدرسة يهودية الإثنين في تولوز، صدمة هائلة في فرنسا، حيث علقت حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 22 أفريل وأثارت موجة استنكار شديد في العالم. وأوضح مصدر قريب من التحقيق أن المشتبه به ''هو من هؤلاء الأشخاص العائدين من مناطق تشهد معارك والذين لطالما كانوا مصدر قلق للأجهزة''. وقال المصدر ''إنه كان مع آخرين تحت مراقبة المديرية العامة للاستخبارات الداخلية منذ الاعتداءين الأولين وقدمت الشرطة القضائية عندها عنصرا بالغ الأهمية حرك التحقيق''. وكانت الشرطة الفرنسية قد اعتقلت، أمس، شخصا وحاصرت منزلا آخر يعتقد بأنه ينتمي لتنظيم القاعدة، وهو فرنسي من اصل جزائري، حسبما ذكرت مصادر متطابقة. وأشارت مصادر فرنسية إلى مفاوضات بين القوات الخاصة والمشتبه به، وقالت إن الشرطة اعتقلت شقيقه بالفعل واستقدمت والدته. وذكر أن والدة المشتبه به، رفضت الدخول في مفاوضات مع ابنها المحاصر، وقالت إنها لا تستطيع التأثير عليه. كما أشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن قالت إنها كانت تتعقب المشتبه به وتعرف أنه وُجد، مؤخرا، على الحدود الباكستانية الأفغانية. كما نقل عن وزير الداخلية كلود غيان أن المفاوضات مستمرة، مشيرا إلى أنه وصف المشتبه به بأنه ''كثير الكلام'' وأنه يتحدث عن قناعاته بتنفيذ الهجوم انتقاما للأطفال الفلسطينيين وتأكيد رفض وجود القوات الفرنسية في أفغانستان. وقد أصيب شرطيان في تبادل لإطلاق النار مع مشتبه بهم، بينما تحدثت القناة التلفزيونية ''بي إف إم تي في'' عن تكهنات بأن المشتبه بهم لهم صلة بجماعة إسلامية قالت إنها تدعى ''فرسان العزة''، لكنه لم يمكن على الفور التأكد من ذلك. وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أمنية أن المهاجم كان يحمل سلاحين (عيار 9 ملم وآخر عيار 43,11 ملم) أحدهما من العيار نفسه الذي استخدم في أحد الهجومين السابقين. وذكر شهود أن منفذ الهجوم فرّ هاربا على متن دراجة نارية بعدما فتح النار على مجموعة من الأشخاص كانت تنتظر حافلة لنقل تلاميذ أمام المجمع التعليمي اليهودي. وقد أمر وزير الداخلية بتشديد الإجراءات الأمنية حول كل المؤسسات التعليمية اليهودية، وتحدث عن أوجه تشابه بين الهجوم وعمليتين أخريين، في وقت سابق من الشهر الحالي. وقد حرص الرئيس نيكولا ساركوزي على لقاء ذوي الضحايا، حيث أعرب عن ''تأثره العميق بشجاعة'' هؤلاء. وتحدث ساركوزي أيضا عما سماه ''تشابها مذهلا'' بين حادث تولوز وواقعتين منفصلتين لإطلاق النار قتل فيهما ثلاثة جنود الشهر الحالي. وقال ''ذهلنا للتشابه بين كيفية تنفيذ الدراما التي حدثت وتلك في الأسبوع الماضي رغم أن علينا أن ننتظر الحصول على المزيد من الشرطة لتأكيد هذا الافتراض''. كما قال الرئيس، إن أحد الجنود الثلاثة الذين قتلوا في الواقعتين السابقتين كان من أصل كاريبي، والإثنين الآخرين مسلمان، في مونتوبان وتولوز أيضا. من ناحية أخرى، وصلت إلى إسرائيل، صباح أمس، الطائرة التي تنقل جثامين الأطفال الثلاثة والحاخام، الذين قتلوا في هجوم تولوز. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر ملاحية بإسرائيل أن الطائرة التابعة لشركة العال الإسرائيلية تضم على متنها أيضا حوالي خمسين شخصا من أقارب القتلى، بالإضافة إلى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه. وينتظر تشييع جثامين جوناثان ساندلر، وهو فرنسي يبلغ من العمر ثلاثين عاما وولديه غابريال (أربع سنوات) وآرييه (خمس سنوات)، بالإضافة إلى ميريام مونسونيجو (سبع سنوات) وثلاثتهم فرنسيون إسرائيليون، بمقبرة ''هار هامينهوت الكبرى'' بالقدس المحتلة في حي غيفات شاوول عند مدخل المدينة.