قال المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، كوفي عنان، أول أمس، إن الرئيس السوري بشار الأسد قد يضطر إلى الرحيل ''في النهاية'' في إطار تسوية للصراع الذي نشب قبل عام في البلاد، وتلقى عنان ردا جديدا من دمشق على خطته لحل الأزمة هناك، وذلك مع بدء زيارته أمس للصين، بعد أن لقي دعما قويا للخطة من واشنطنوموسكو. في غضون ذلك، تنطلق في إسطنبول، صباح اليوم، اجتماعات لممثلين عن تيارات مختلفة للمعارضة السورية بهدف ''توحيد رؤى المعارضين'' بشأن الأزمة السورية، حسب المنظمين، وفي محاولة لإظهار أنهم يستطيعون تقديم بديل فعال لنظام الأسد. وأوضح عنان -في موسكو- أن رحيل الأسد ''واحدة من القضايا التي سيتعين على السوريين اتخاذ القرار بشأنها''، كاشفا أنه في حال الاتفاق على وقف القتال فإنه سيصبح ضروريا إرسال قوة مراقبين تابعة للأمم المتحدة لمراقبة الوضع في سوريا. ومن المقرر أن يلتقي عنان في بكين رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، حيث يسعى للحصول على دعم بلاده للخطة. وكانت الخارجية الصينية عبّرت عن تقديرها وتأييدها لجهود الوساطة التي يقوم بها عنان، كما أملت في أن تسمح زيارته بإجراء مناقشات معمقة بشأن التوصل إلى حل سياسي للمسألة السورية، لكنه من غير الواضح بعد إذا كان هذا الموقف يعني دعما صينيا كاملا لمهمة عنان. ويقول محللون، إن بكين توافق على حل سياسي للأزمة، لكنها ترفض أي تدخل عسكري أو محاولة لتغيير النظام على شاكلة التجربة الليبية. وكانت واشنطنوموسكو أعلنتا، أول أمس، دعميهما لعنان. وقال بين رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيدف عبرا -في لقاء على هامش قمة الأمن النووي بسيول- عن رغبتيهما في العمل معا بما يقوي عنان، الذي يسعى إلى تسوية سلمية للأزمة في سوريا. من جهته، قال أحمد فوزي -المتحدث باسم عنان- ''إن الحكومة السورية ردت رسميا على الخطة المؤلفة من ست نقاط التي وضعها الموفد الخاص المشترك لسوريا، وكما وافق عليها مجلس الأمن''. وأضاف إن عنان يدرس الرد وسيجيب عليه قريبا جدا، لكنه لم يعط فكرة عن طبيعة الرد السوري. وكان عنان قد أعلن في الرابع عشر من الجاري أنه تلقى ردا أوليا من السلطات السورية على خطته التي تدعو إلى وقف كل أشكال العنف من قبل كل الأطراف تحت إشراف الأممالمتحدة وتقديم مساعدات إنسانية إلى السكان وإطلاق سراح المحتجزين. وفي واشنطن، أعلن مصدر في وزارة الخارجية، أمس، أن هيلاري كلينتون ستزور الرياض الجمعة والسبت لإجراء مباحثات تتناول خاصة الجهود الرامية إلى ''وضع حد لحمام الدم في سوريا''.وقال إن كلينتون ستجري محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل الذي ستبحث معه ''الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا''. وأوضح المصدر الأمريكي أن كلينتون ستتوجه بعد ذلك إلى تركيا للمشاركة في المؤتمر الثاني ''لأصدقاء سوريا'' الذي سيعقد في إسطنبول في أول أفريل المقبل. ومن إسطنبول، قال عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني، إن اجتماعات المعارضة السورية تبدأ صباح اليوم وتمتد حتى المساء وتختتم بمؤتمر صحفي. وأضاف إن الهدف من هذا المؤتمر هو توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة ''للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي''. وأوضح السرميني أن الدعوة وجهت إلى كل أطياف المعارضة، واعتذر عن الحضور هيئة التنسيق الوطنية والمنبر الديمقراطي.