إستبق كل من السودان وجنوب السودان المحادثات المقررة بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس، بتبادل الاتهامات حول المعارك الدائرة بين جيشيهما في المناطق الحدودية. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي، إن كتيبة من الفرقة الرابعة من الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان توغلت داخل الحدود السودانية بولاية جنوب كردفان تجاه مدينة تلودي. واعتبر في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية ''سونا'' أذاعتها، أمس، ''أن هذا التعدي يظهر النوايا السيئة لدولة جنوب السودان تجاه السودان''، مضيفا إن جنوب السودان دعم المتمردين بالدبابات والمدفعية، وأن المتمردين لم يتمكنوا من الاستيلاء على مدينة تلودي وفروا منها ليعيدوا تجميع أنفسهم وشن هجوم آخر. وذكرت سونا أن الحركة الشعبية في جنوب السودان ما زالت تحتفظ بفرقتين، وهي التاسعة في النيل الأزرق والعاشرة في جنوب كردفان، وهي مناطق سودانية. وأضافت إن حكومة الجنوب ''شكلت الجبهة الثورية التي تضم الحركات المتمردة من دارفور، إضافة إلى الحركة الشعبية من جنوب السودان، وهدف الجبهة المعلن هو الإطاحة بالحكومة في الخرطوم''. على الجانب الآخر، اتهم جنوب السودان الجيش السوداني بقصف مواقعه في المناطق الحدودية. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير ''إن الجيش السوداني قصف مواقعنا بولاية الوحدة أول أمس، ويواصل القصف في مناطق متفرقة''. وذكر وزير الدفاع في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين، إن الاشتباكات كانت محدودة ولم تسفر عن وقوع ضحايا. كانت المنطقة الحدودية بين السودان وجنوب السودان قد شهدت الأسبوع الماضي اشتباكات بين جيشي الدولتين، وتأتي الاتهامات المتبادلة قبل أن يستأنف الجانبان محادثات في أديس أبابا، ولكن دبلوماسيين لا يتوقعون تحقيق انفراج بعد أن ألغى الرئيس السوداني عمر البشير اجتماع قمة مع نظيره بجنوب السودان سلفاكير ميارديت بسبب أعمال العنف. وأعلنت الخرطوم، أمس، أن وزير الداخلية السوداني وكبار مسؤولي الدفاع في طريقهم إلى أديس أبابا، حيث من المرتقب أن تجري محادثات مع جنوب السودان بعدما كانوا أرجأوا في وقت سابق مغادرتهم بسبب استئناف المعارك