أرجع بشير جيريبي، رئيس الفدرالية الوطنية للوكالات السياحية، ارتفاع الأسعار في الفنادق الجزائرية، وبالتحديد في فندق الأوراسي، إلى العرض الذي لم يستجب للطلب المتزايد، ما يؤكد عجز الجزائر في الهياكل الفندقية والسياحية· وقال جيريبي، أمس، في رده على أسئلة ''الجزائر نيوز''، إن غياب المنافسة بين الهياكل الفندقية يعد عاملا مباشرا لارتفاع الأسعار، داعيا إلى تطبيق سياسة سياحية تعتمد على معايير دولية تختلف فيها الأسعار من موسم إلى آخر · عمد، مؤخرا، فندق الأوراسي إلى رفع أسعاره بمجرد نهاية الأشغال بشكل جد مبالغ فيه، حيث تجاوز سعر الليلة 40 ألف دج، كيف تفسرون هذا؟ أساس المشكلة واضح ويؤكد ما حذرنا منه في العديد من المداخلات، الجزائر تعيش عجزا حقيقيا في قدراتها الاستيعابية، لذلك تلجأ الفنادق إلى الرفع من أسعارها لكثافة الطلب المتزايد عليها، والزبون في هذه الحالة لا يملك الخيار، ولا يمكن أن تكون فيه أسعار منخفضة إذا لم تكن فيه موازنة مضبوطة بين العرض والطلب. لكن هذا لا يخدم التنمية السياحبة بالجزائر، بل يعزز نفور السياح إلى وجهات أخرى على غرار تونس والمغرب أو حتى إلى دول أوروبية؟ لا يمكن في أي حال من الأحوال مقارنتنا بتونس التي يتوافد إليها سنويا أكثر من 5 ملايين سائح أو المغرب التي يتوافد إليها حوالي 10 ملايين سائح سنويا، والعرض عند هذه الدول يفوق بكثير الطلب، حتى وإن كان متزايدا، كما أن هذه الدول تنتهج استراتيجية سياحية واضحة المعالم، فيه تخفيضات وأسعار حسب المواسم، وهو الأمر المغيب في معظم الهياكل السياحية، وإذا تكلمنا عن فندق الأوراسي، فهو هيكل فندقي موجه أساسا للمؤتمرات والندوات الضخمة التي يحضرها مئات الأشخاص، لذلك لا يمكن القياس عليه. هل تعتقدون أن رفع التسعيرة عبر الفنادق يخدم السياحة الجزائرية وتنميتها، حيث تساهم إيجابا في الرفع من الدخل الوطني خارج المحروقات؟ هناك العديد من النقاط التي تحتاج للتوقف عندها ومراجعتها وتصحيحها، فقبل الحديث عن الأسعار التي تطبقها الفنادق، لا بد من الحديث عن إلغاء ''الفيزا'' على غرار العديد من دول شمال إفريقيا التي تشكل عائقا حقيقيا أمام تشجيع السياحة نحو الجزائر، ولا بد من اعتماد سياسة حقيقية في تطبيق الأسعار، وأعتقد أن هذه النقطة ستكون محل مفاوضات بين الفدرالية الوطنية للوكالات السياحية والفدرالية الوطنية للفنادق السياحية التي أُعلن عن ميلادها في 15 مارس الفارط، حيث لابد من تطبيق أسعار تختلف من موسم إلى آخر مثل ما هو منتهج في سائر بلدان العالم، كما سنطالب بمراجعة الأسعار المقترحة للزبون مباشرة وتلك الموجهة للوكالات السياحية· أما بخصوص تلبية الطلب، فالوقت لا يسمح حاليا للكلام عن بناء فنادق جديدة التي يتطلب بناءها 5 سنوات، علينا أن نقوم بإعادة تهيئة ما هو موجود وبناء استراتيجية تقوم على معايير دولية تجعل من الجزائر بلدا تنافسيا وقطبا سياحيا بامتياز.