أفاد مسيروعدة وكالات سياحية بالجزائر العاصمة أن معظم الفنادق وهياكل الاستقبال في المناطق الجنوبية من البلاد محجوزة تماما في الفترة الممتدة ما بين شهري ديسمبر وفبراير، موضحين أن غالبية السواح هم جزائريون.وقال صاحب وكالة سياحية متخصصة في تنظيم رحلات سياحية إلى الجنوب رشيد عبديش لوكالة الأنباء الجزائرية أن وكالته أقرت "تخفيضات هامة في أسعار الإيواء تتراوح ما بين 40 و50 بالمائة إذ أن قضاء أسبوع بتمنراست أصبح يكلف 22 ألف دينار بعدما كان يقدر سابقا بحوالي 32 ألف دينار". ومقارنة بهذه الأسعار التنافسية، أكد عبديش أن الفنادق على مستوى ولايات الجنوب "محجوزة تماما إلى غاية شهر فيفري مما اضطر وكالته إلى رفض بعض طلبات سياح جزائريين وأجانب". ونظرا لغلاء تذكرة السفر يضيف السيد عبديش، الذي قد يصل سعرها إلى 35 ألف دينار (في حالة رحلة بين الجزائر العاصمة وتميمون) حيث يتجاوز تكلفة الإقامة لمدة أسبوع فضل الكثير من السواح الجزائريين التنقل إلى الجنوب برا (بالسيارات أو الحافلات). من جهته تأسف رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية ومدير إحدى الوكالات بشير جيريبي من العجز المسجل في هياكل الاستقبال بولايات الجنوب والذي يعيق تطور النشاط السياحي. ولمواجهة هذا النقص قامت ولاية تمنراست يضيف السيد جيريبي، بإقامة مخيمات تتسع لحوالي 300 سائح وتتوفر على كامل المرافق الضرورية. ومن جهة أخرى، استحسنت هذه الوكالات وكذا مواطنون قرار شركة الخطوط الجوية الجزائرية القاضي بإجراء تخفيضات على تسعيرات رحلاتها نحو جنوب الوطن لفائدة زبائن الوكالات السياحية خلال الموسم السياحي الشتوي واصفين اياه ب"المشجع". وعبروا عن أملهم في ان تستعجل شركة الخطوط الجوية الجزائرية في تنفيذ القرار حتى يتسنى للسواح الاستفادة من هذا الإجراء في مناسبات مثل المولد النبوي الشريف. وتصل هذه التخفيضات حسب بيان للشركة إلى غاية 50 بالمئة من تسعيرات الرحلات باتجاه مدن جنوب البلاد خلال الفترة الممتدة بين شهري سبتمبر وأفريل بهدف تطوير السياحة. إلا أن جيريبي أشار إلى أن هذا الإجراء جاء "متأخرا" بالنسبة لاحتفالات رأس السنة والموسم السياحي الشتوي الحالي لافتا أيضا إلى عدم توفر توضيحات حول تفاصيل تطبيقه تسمح للوكالات الرد على الاستفسارات التي يطرحها الزبائن. واعتبرت ايمان.ح (25 سنة) التي تمت مصادفتها بإحدى وكالات السياحة والأسفار هذا الإجراء جد إيجابي، لاسيما وأنها، كما قالت "شغوفة باستكشاف الصحراء الجزائرية". ومن جانبها أوضحت مديرة الإتصال بشركة الخطوط الجوية الجزائرية السيدة مونية برتوش أن "الشركة شرعت في مفاوضات مع الجهات المعنية" قصد "تحديد الوكالات السياحية التي ستتعامل معها الشركة والإجراءات الإدارية الواجب اتخاذها وكذا تحديد الاسعار الجديدة للتذاكر". وأكدت المكلفة بالاتصال أن المفاوضات من أجل تحديد الإجراءات التطبيقية للقرار المتعلق بالتخفيضات في أسعار التذاكر تتطلب بعض الوقت حتى يمكن تجسيدها ميدانيا. وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد أعلنت في 26 ديسمبر الماضي عن تخفيضات تصل إلى غاية 50 بالمئة على تسعيرات رحلاتها نحو جنوب البلاد خلال الفترة الممتدة بين شهري سبتمبر وأبريل بهدف تطوير السياحة في هذه المنطقة. وقالت الشركة أنها "وضعت تدابير تتمثل في تخصيص حصة من المقاعد الخاصة برحلاتها المنتظمة وتمنح تخفيضات تصل إلى غاية 50 بالمئة حسب فترات الرحلات المختارة بين شهري سبتمبر وأفريل. وأوضحت أنه في إطار تطبيق هذا العرض "يجري اعداد عقد نموذجي سيتم ابرامه مع كل شريك سفر يأمل المشاركة في هذه التدابير". وأعربت شركة الخطوط الجوية الجزائرية من جهة أخرى عن حرصها على المساهمة في نجاح تطوير السياحة الوطنية نحوالجنوب حيث قامت في هذا الصدد بإعداد أسعار مدروسة خصيصا لصناعة منتوجات سياحية مغرية.