بعد رحيل ساركوزي من على سدة الحكم بفرنسا، ووصول فرانسوا هولاند إلى قصر الإليزيه، فإنه من المرجح أن تشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية انتعاشا ملحوظا، غير أن هذا لا يعني أن فرنسا هولند سوف تقدم اعتذارها على جرائمها الاستعمارية بالجزائر، حسبما أدلى به أول وزير عدل بعد الاستقلال عمار بن تومي ل بالجزائر نيوز''· بعد فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية بفرنسا، هل تتوقّع أن تقدم فرنسا اعتذارا رسميا للجزائر على جرائمها إبان الفترة الاستعمارية؟ أولا، أرى أن انتخاب هولاند شيء إيجابي بالنسبة لما عشناه مع الإسلاموفوبيا، عندما كان ساركوزي رئيسا لفرنسا، وشخصيا أتوقع أن تتحسن العلاقات الفرنسية الجزائرية من الآن فصاعدا، إلا أنني لا أتوقع أن يقبل هولاند طلب السماح باسم فرنسا من الشعب الجزائري على جرائمها في الفترة الاستعمارية، ولا أظن أنه يقبل بتعويض الضحايا من الجزائريين، الذي أنا شخصيا من أكثر الأشخاص إصرارا عليه· هل تعتقد أنه سيتم الإفراج عن أرشيف الثورة بصعود إلى هولاند سدة الحكم؟ من الأشياء التي ربما سوف يقبلها فرانسوا هولاند، الإفراج عن أرشيف الثورة، لأنه يدعي أنه من المدافعين عن إبراز الحقائق التاريخية، مما سيساهم في تعزيز العلاقات الجزائرية الفرنسية، بالنظر إلى كون الكشف عن هذا الأخير يساهم إلى حد كبير في كتابة التاريخ الحديث للجزائر، لتعرف الأجيال القادمة حجم التضحيات الكبيرة التي ضحى بها الجزائريون لنيل حريتهم في 05 جويلية ,1962 وتتمكن من معرفة حقائق الماضي لبناء الحاضر والمستقبل على أسس قوية وصلبة· قلتم إنكم من أكثر الأشخاص إصرارا على المطالبة بحق تعويض ضحايا فرنسا الاستعمارية من الجزائريين، ماهي تداعيات هذه القضية على العلاقات الفرنسية الجزائرية؟ لهذه القضية تأثير كبير على طبيعة العلاقات الفرنسية الجزائرية في الحاضر والمستقبل، وأرى أنه على فرنسا تعويض جميع ضحاياها منذ تاريخ احتلالها للجزائر سنة 1830 إلى غاية ,1962 إذ لابد أن يكون هذا التعويض مفتوحا لكل الجزائريين ضحايا جرائم فرنسا الاستعمارية، وغير محصور في ضحايا مجازر 08 ماي 1945 أو ضحايا فترة ثورة أول نوفمبر، كون فرنسا قامت خلال احتلالها للجزائر، على مدار 132 سنة كاملة، بقمع وتعذيب الجزائريين لمنعهم من الحصول على حقهم المشروع في الحرية·