العواصف تلهث كالجنون والوطن لعبة بين أيادي السفهاء فما تكتبون أيها الشعراء صباح للمجون ومساء للشكر·· الطفولة أنهكها الجوع والشيوخ صرعهم المرض فآه أيتها الأقمار البريئة ما أفعله وحدي··؟ أو ماذا أكتبه··؟ أيتها المدن الحبلى بالقذارة! صار للصوص ناطحات سحاب·· وللأوفياء كفن حفنة تراب··· إنهار النهار··· وللعيون التي تبصر الغبار··· أصرخ··· أصرخ··· أوقفوا الرقص والغناء··· آن الأوان أن نغيّر المسار ·· عفوا على هذا الكلام أيها الطالعون على عظام نخره·· أيها المصابون بالتخمه·· من يذيب كل هذي السمنه ·· ليس ذنبك أيتها النحله·· العسل شفاء وهذا الوطن مثل هذا الزمن لم يسقنا غير الشقاء·· فصبرا أيها القادمون من جهات قاحله·· لقد أعدموا النخله·· الجرذان العائدة من غربتها العفنه تعلمت كيف تنهب البقايا! ·· *** الطفولة حلمي ·· أيها الرصاص الكثيف المنطلق من فوهات الجبناء احتدم الصراع·· أيتها النوارس المتعبة ·· ربما يفزع الجنود حينما يبدأ الاقتتال وتفتح القبور وأفواهها وتسقط النوافذ والأبواب وتنهار الجدران والسماوات فوق رؤوس الصبايا·· أين أخبئ حلمي··! أين أبيت الليلة أيها الأوغاد؟ تطول الحرب·· حتما سيعلو ساق الفساد ·· ويصير للنهب أجنحة ·· ينام الشعب يطول الشخير ·· والبركان الخامد يبحث عن فوهة ليتنفس ·· والدماء المراقة ·· لا بد وأن تنتبه أيها القتلة اليوم أو غدا·· مثل الصباح الذي سوف يأتي ·· أيها اليتامى من يورق الصهيل··! وينبثق الصدى من حناجر الشعراء·· وتلتفت الثورة إلى وجع الشهداء·· حرقة الثكالى إلى حفنة التراب وبقايا الجسد الذي أحرقه الغزاة لماذا أيها الطغاة حولتم العرس إلى مأتم والوطن البهي إلى أطلال خراب؟!