كشف مصدر من حركة مجتمع السلم أن عمار غول وزير الأشغال العمومية السابق، يسعى لتأسيس حزب سياسي رفقة أحمد لطيفي نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني في العهدة التشريعية السابقة، توجهه السياسي ''وطني ديمقراطي''. تخمرت هذه الفكرة عند الرجلين لدى أدائهما مناسك العمرة قبل عشرة أيام، وقد لاقت الفكرة دعما غير منتظر لدى فريق لا يستهان بعدده داخل حركة مجتمع السلم، يقول مصدرنا. ويدفع بالمبادرة نحو التجسيد كافة الغاضبين على قرار الحركة الابتعاد عن نهج الراحل محفوظ نحناح الذي ''كان أعقل إسلاميي الجزائر باختياره المشاركة السياسية في الحكومة تجنبا للفوضى وملأ للفراغ في السلطة والبقاء على مقربة من صناعة القرار والمشاركة فيه بإبقاء صوت الحركة في مؤسسات الدولة من القمة للقاعدة، مع تواصل العمل في القاعدة''. ويقول مصدرنا أن الوزير السابق عمار غول وأحمد لطيفي ''هما صاحبا الفكرة إلا أنهما اختارا أن يكون توجه الحزب وطني ديمقراطي وليس إسلامي''. ويعزز المصدر وقوف عدد من مناضلي الحركة وراء مسعى الرجلين ''للنتيجة التاريخية التي لم يسبق لأي رجل سياسي متصدر قائمة في تاريخ الانتخابات التشريعية وأن فاز ب 13 مقعدا في العاصمة أو ولاية أخرى مع تمكن أحمد لطيفي من افتكاك عهدة ثالثة ليستأثر بلقب البرلماني الوحيد بهذا العدد من العهدات ضمن التكتل السياسي الكبير الجزائر الخضراء''. ولم يشأ المصدر الكشف عن تاريخ الاعلان ولا كيفية التحضير للحزب ولا التسمية، مكتفيا بأن الجديد ستعرفه الساحة في الوقت المناسب الذي تراه الإرادات العاملة في هذا الاتجاه. ويمثل هذا المسعى الجديد للرجلين تهديدا جديدا بالغ الخطورة على مستقبل حركة مجتمع السلم التي سبق وأن فقدت جزءا من بريقها، بانشقاق كوادر وأسماء ثقيلة أسست ''جبهة التغيير''، لتصبح لاحقا مهددة بالانقسام من خلال اختبارين هما ''الخروج من التحالف وبعده من الحكومة''. وكان كوادر من الحركة وعلى رأسهم الحاج حمو مغارية من أبرز الغاضبين على قرار الحركة إعلان القطيعة مع الحكومة، وخرج مشجعا وزراءها في الالتزام بمناصبهم خدمة للجزائر، لينتهي مسلسل الحراك خلال دورة مجلس الشورى الأخيرة بدفاع الوزراء الأربعة عن خيار المشاركة، وقد تنبأ قياديون آخرون بانفجار تركة محفوظ نحناح ''في حال اختارت المقاطعة''، وهي ترى اليوم تنبؤاتها تصدق ببروز هذه المساعي الجديدة.