كشفت الأمينة العامة لحزب العمال عن وجود أدلة ملموسة كثيرة على الفساد في ملفات الخوصصة والشراكة مع الأجانب، ''و ما على السلطات سوى فتحها''، مطالبة بالإفراج عن تقارير حصائلهما التي طلبها الرئيس بوتفليقة بالإضافة إلى حصيلة وكالات دعم تشغيل الشباب، رابطة هذه الملفات بظهور ما أصبح يعرف بالأثرياء الجدد ''الذين كوّنوا ثروتهم من نهب المال العام''· خلال اجتماع مناضلي مكتب العاصمة، أمس، لعقد جمعيته العامة وتجديد قيادته، عادت أمينة حزب العمال إلى الملفات السياسية والاقتصادية الوطنية التي أعطت تقييما أوليا لها، سيتوسع خلال اجتماع الأمانة السياسية اليوم الذي سيدرس إلى جانب ذلك تفاصيل التوقيعات التي سترفع إلى رئيس الجمهورية والبالغة ثلاثة ملايين توقيع· بدأت حنون هجومها المعتاد من قانون المالية التكميلي الذي استغربت وقوف بعض الأحزاب إلى جانبه ''في وقت كانوا يدافعون فيه سابقا عن التوجه الإمبريالي، بينما القانون جاء من حيث المبدأ عكس ذلك''· وقالت الأمينة العامة إن صمت البعض الناجم عن التذبذب في المواقف في خضم نزول هذا القانون له مغزى سياسي، دون أن تشير إليه أو تسمي تلك الأحزاب، ولو أن من كلامها يظهر أن جبهة التحرير الوطني كانت أكبر المستهدفين· لكنها من جانب آخر، اعتبرت قرارات قانون المالية التكميلي إحساسا بأن هناك نية لدى السلطات العمومية في تثبيت مسار الإصلاحات وخصائص السيادة الوطنية التي تتطلب الإصلاح السياسي والاقتصادي الجذري، كما قالت· وترى زعيمة ''العمال'' أن الحكم النهائي على قانون المالية التكميلي سيكون بعد الاطلاع على محتويات قانون المالية لسنة 2010 ''الذي يجب أن يكون مكملا ومثمنا لما جاء في سابقه التكميلي، وإذا جاء عكس ذلك فمعناه أن هناك أطرافا تضغط على السلطة علينا معرفتهم وكشفهم''· وأكدت ارتياح حزبها الذي سجل إيجابيا موقف رئيس الحكومة بقوله لن نتراجع عن قرارات القانون ''شرط أن نرى تكملة في قانون المالية المقبل''· بعد ذلك مباشرة عرّجت حنون نحو من أصبحوا يعرفون بالأثرياء الجدد في الجزائر، حيث ربطت نماء ثرواتهم بنهب المال العام، وموضحة في نفس الإطار أن ''أدلة ملموسة عن الفساد توجد في ملفات الخوصصة والشراكة التي كان قد طلب رئيس الجمهورية حصائلها التي يفترض أن تنزل إلى البرلمان مثلها مثل حصيلة عمل وكالات دعم وتشغيل الشباب لكن دون جدوى''· واعتبرت حنون أثرياء الجزائر الجدد ''لا علاقة لهم بالبرجوازية التقليدية لأنهم لا يملكون ثقافة خدمة الوطن وهم ملهوفين لا يشبعون وسيستمرون في النهب ما لم يتم تقويم هذا الانحراف الذي غذّى ثراءهم نهب المال العام''· هذا، وشككت لويزة حنون في أن تكون بيانات جلسات الاجتماع التي خضع لها الوزراء أمام رئيس الجمهورية في رمضان، من رئاسة الجمهورية، حيث قالت ''إذا كانت بيانات تنجزها القطاعات الوزارية التي لا تعرف كتابة غير الإيجابي عن تسييرها، فهذا يعني بأنها فاقدة للمصداقية وهي لا تمثل مرجعية بتاتا لصدق ما قيل وما جرى خلال الجلسات''· كما نددت حنون بعزم مديرية السكك الحديدية منح مصلحة الصيانة لخواص أجانب ''مع العلم أن هؤلاء يهمهم الربح السريع ويشترون قطع الغيار القديمة ويضعون حياة الناس في خطر، بينما نحن في المؤسسة هذه نملك كفاءات أظهرت قدراتها منذ الاستقلال''، مطالبة الاستفادة من دروس الماضي وما حدث مع خطوط الجوية الجزائرية عندما أعطيت الصيانة للخارج· ولم تنته حنون من الاقتصاد إلا بعد أن وجهت نداء لتأميم وشراء الكثير من المؤسسات الخاصة، واستعادتها من قبل الدولة والمحافظة على إنتاجها ويدها العاملة، ك ''تونيك امبالاج''· رسالة بوتفليقة نجاد في نيويورك قوية وعلى الصعيد الدبلوماسي، اعتبرت أمينة حزب العمال لقاء الرئيس بوتفليقة في نيويورك، على هامش أشغال الدورة ال 46 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم الذهاب إلى فنزويلا، رسالة قوية تريد من خلالها الجزائر أن تقول إنها حرة في علاقاتها رغم تصنيفات الغرب لبعض الدول في محور الشر· كما حذّرت حنون من أن تسقط السلطات الجزائرية في مغبة المساهمة في شراء أسهم في صندوق النقد الدولي ، الذي هو رمز الإمبريالية لإنقاذه من أموال الشعب وخزينته، بينما يحاول أباطرة الرأسمالية تحميل مسؤولية تدهور المناخ لدول الجنوب، داعية إلى التعاون جنوب جنوب بانتقائية وحذر أيضا لأن فيه من مهم موالون للغرب·