خلف إضراب عمال ملبنة ذراع بن خدة الذي دخل أسبوعه الثاني على التوالي أزمة حادة في مادة حليب الأكياس بشتى مناطق تيزي وزو، لا سيما في ظل عجز الوحدات الإنتاجية الأخرى المتواجدة بالولاية في تغطية حاجة السكان من هذه المادة نظرا لزيادة الطلب عليها خلال شهر رمضان ما جعل أسعار المتوفر منها تتجاوز ال 40 دج للكيس الواحد. أضحى مشاهدة طوابير المواطنين الطويلةإأمام المحلات التجارية المختصة في بيع المواد الغذائية وفي ساعات جد مبكرة من أجل الظفر بكيس من الحليب أمر يتكرر مشهده بمختلف مدن تيزي وزو في كل صبيحة من أيام شهر الصيام الجاري، وذلك بسبب الإضراب الذي شنه عمال ملبنة ذراع بن خدة الذي دخل أسبوعه الثاني على التوالي مخلفا بذلك ندرة حادة في هذه المادة الحيوية التي يتسع نطاق استهلاكها أكثر في هذه الفترة. وفي السياق ذاته، وحسبما أكده مواطنو مدينة تيزي وزو ل '' الجزائر نيوز'' فإنهم مجبرين يوميا على النهوض باكرا وقضاء ما يزيد عن الساعة في طوابير طويلة أمام محلات بيع المواد الغذائية وفي أجواء تسودها الفوضى العارمة من أجل الظفر بكيس واحد من مادة حليب الأكياس، مشيرين إلى أن الكثير منهم غالبا ما يعودون دون تحقيق مرادهم بسبب انقضاء كميات الحليب التي تقوم الوحدات الإنتاجية الأخرى المتواجدة بتيزي وزو والبالغ عددها ثلاث مؤسسات بتوفيرها ولو بالكمية التي تبقى ضئيلة مقارنة بالطلب الواسع عليها، وهو العجز الناجم عن محدودية القدرة الإنتاجية لهذه المؤسسات مقارنة بتلك المنتجة على مستوى ملبنة ذراع بن خدة بقدرة إنتاجية حددت ب 320000 لتر من الحليب يوميا ما يسمح لها بتغطية 80 بالمائة من حاجة السكان لهذه المادة. حيث أنها وإن تواجدت ببعض المدن الكبرى بتيزي وزو ولو بالشكل غير المتوازن بين قاعدة العرض والطلب، فإن تواجدها ينعدم وبصفة كلية بالمناطق النائية من الولاية، حيث أن سكانها يجدون أنفسهم مجبرين يوميا على قطع مسافات طويلة للحصول على هذه المادة إن كان الحظ إلى جانبهم. هذا، وقد أرجع أصحاب محلات بيع المواد الغذائية بهذه المناطق، السبب الرئيسي لهذه الأزمة هو التجاوزات الممارسة من طرف بعض موزعي الحليب الذين يرفضون التعامل معهم -وذلك على حد تعبيرهم- يبقى متعمدا من طرف هؤلاء من أجل بيعها لأطراف أخرى وخلق مضاربة في أسعار الحليب التي تتعدى ببعض المناطق 40 دج للكيس الواحد. هذا وفي ظل تمسك عمال ملبنة ذراع بن خدة بإضرابهم، ندد حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في بيان صادر عنه أمس، بصمت السلطات العمومية إزاء المشكل وعدم تدخلها لوضع حد نهائي للتجاوزات الممارسة من بعض النقابيين المتواطئين مع وصياتهم، الذين جعلوا منطقة القبائل بأكملها تعاني من أزمة حليب. كما طالب ''الأرسيدي'' من العمال وفي البيان ذاته، ضرورة التحرك للوقوف ضد هؤلاء الذين يتلاعبون بمصدر رزق عائلاتهم وقبل فوات الأوان.