تعتبر ولاية تيزي وزو من أكثر ولايات الوطن تضررا من الحرائق التي تسببت في خسائر مادية معتبرة وإتلاف المئات من الهكتارات من الغطاء النباتي والأشجار المثمرة. وتعتبر بلدية آيت يحيى موسى، الواقعة على بعد 30 كلم جنوب غرب الولاية، الأكثر تضررا بعد تسجيل أكثر من 25 حريقا طيلة شهر رمضان التي التهمت أكثر من 70 بالمائة من الغطاء الغابي. أصبحت النيران تشكل كابوسا حقيقيا لسكان بلدية آيت يحيى موسى، هذه الأخيرة تعتبر منطقة جبلية تتوافر على غابات كثيفة صنفت من طرف المصالح المعنية ضمن المناطق الحمراء التي تهددها النيران. وكان الوالي السابق حسين معزوز قرر فتح فرع للوحدة المدنية بالمنطقة لتسهيل عملية التدخل لإخماد النيران، لكن هذا القرار لم يتجسد في الميدان رغم مرور أربع سنوات، وهو القرار الذي اتخذه مباشرة بعد حرائق شهر أوت من سنة 2008 التي شهدتها كل من قرى أعفير وإبوهران وتيفاو وتاشتيوين، وأسفرت عن خسائر مادية وبشرية معتبرة، فضلا عن تفجير انتفاضة شعبية بغلق الطريق الوطني رقم 25 لأكثر من أسبوع، حيث اتهم السكان جهات مسؤولة بالوقوف وراء عملية إضرام النيران. هذه السنة تكرر السيناريو نفسه، حيث شهدت البلدية حرائق معتبرة، وهذا طيلة شهر رمضان وإلى يومنا هذا، وتشير الحصيلة الأولية إلى أن النيران خلفت إتلاف 70 بالمائة من الغطاء الغابي وحرق الآلاف من الأشجار المثمرة خصوصا أشجار زيت الزيتون، كما تسببت في حرق 12 حظيرة للدواجن. وتعتبر القرى الواقعة في الناحية الشمالية الغربية للبلدية الأكثر تضررا على غرار قرى فيرو، تيفاو، آيت أعطلة، آث أعمر موسى، تسقذات، شريفي، إمكسنان، آث واسيف، حيث التهمت النيران غطاءها الغابي كليا. وتسببت كذلك النيران في حرق 5 منازل بقرى هليل وفيرو وشريفي، ولحسن الحظ لم تخلف خسائر بشرية بعدما قام السكان بإخلاء منازلها هروبا من لهيب الحرائق. وشهدت قرى إعلالن وآيث حوالحاج وإقالاثن بالناحية الجنوبية للبلدية حرائق التهمت غطائها النباتي وأسفرت عن إتلاف الأشجار وحرق 6 خمم للدواجن ومخزونين للتبن. وخلفت النيران سخطا وتذمرا شديدا في نفوس سكان قرى بلدية أيت يحيى موسى، الذين تحسروا بشدة عن غياب أي مخطط من شأنه أن يحمي المنطقة من الحرائق رغم تصنيف البلدية ضمن البلديات الأكثر تهديدا من الظاهرة بولاية تيزي وزو. يذكر أن بلدية آيت يحيى موسى شهدت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، احتجاجات عارمة قام بها سكان إعلالن وآث حوالحاج وذلك بغلق الطريق الوطني رقم 25 بالمتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية ساعة قبل الإفطار تنديدا على التعمّد في إضرام النيران وعدم تدخل الجهات المسؤولة. هذا، ومن جهة مقابلة، أصبح حديث العام والخاص ببلدية آيت يحيى موسى يدور حول النيران بسبب ضخامة الخسائر، والفلاحون يقصدون المصالح الفلاحية ومقر البلدية والدائرة بحثا عن تعويضات. وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس بلدية آيت يحيى موسى عثمان مطروح ل “الجزائر نيوز" أنه تنقل إلى القرى التي شهدت الحرائق وقام بإحصاء المنازل التي مستها النيران، مشيرا إلى أن البلدية ستتكفل بانشغالات العائلات المتضررة وستبحث لها عن حلول عاجلة، مضيفا إن البلدية راسلت الجهات المسؤولة لأجل القيام بإحصاء كامل للخسائر بكل قرى البلدية للمطالبة بتخصيص مشروع استعجالي وتعويض المتضررين، كما لم يخف أن النيران أصبحت الهاجس الحقيقي الذي يهدد المنطقة “البلدية تفتقد للإمكانيات المادية التي من شأنها أن تواجه الحرائق المتكررة، وقضية فتح وحدة للحماية المدنية بالبلدية أمر ضروري واستعجالي".