يقال إن الدومينو غزى جامعة باب الزوار وأصبحت هذه اللعبة هي الشغل الشاغل للطلبة الذين يتوزعون داخل الجامعة ويتسلون بها حتى آخر النهار. جميل أن تتحوّل الجامعة إلى مقهى كبير يمارس فيه الطلبة هواية الدومينو وجميل أيضا أن يكون الراعي لهذا التحول المعرفي هو اسم الرئيس الراحل هواري بومدين. الموسطاش عندما مات لم يكن يعرف أن الجزائر ستكرمه بمطار وجامعة، مطار تهرّب منه أموال الشعب في شكارة الزبل السوداء وجامعة يكون الدومينو فيها هو البطل الوحيد. أنا لا ألوم طلبة جامعة باب الزوار على لعبهم الدومينو ولا لاحترافهم هذه اللعبة المسلية التي يقتلون بها وقتهم لأن كل طالب فيهم هو مشروع بطال سوف يجلس في مقهى الحومة بعد تخرجه وسيكون الدومينو هو تسليته الوحيدة. لذلك فضّل هؤلاء اختصار الوقت وتعويد أنفسهم على اللعبة التي تنتظرهم عاجلا أم أجلا وعلى هذا الأساس أصبح من الضروري إدراج مادة جديدة في مقررات الجامعة تحمل اسم “دومينو" حتى يتنافس الطلبة عليها و يتخرجون بشهادة شومور يجيد لعب الدومينو بطريقة عجيبة. هل أصبحت الدنيا تمشي على رأسها في الجزائر؟ الحلاق وبائع المرقاز وحتى بائع التقاشر حولتهم مصالح وزارة الداخلية في ملصقات الانتخابات المحلية إلى إطارات هامة في المجتمع في حين يتحول طالب جامعة هواري بومدين للعلوم إلى دومنجي؟ فعلا هناك خلل في مكان ما... ولكن أظن أن المشكلة توجد في رأسي فقط أما الأمور الأخرى فكلها تسير على ما يرام.