يتواصل مسلسل عمارات الموت بالجزائر العاصمة، حيث وقفت “الجزائر نيوز" هذه المرة، في معاينة ميدانية لها، على حالة 10 عمارات بشارع مولود زادي بالعاصمة، التي أصبحت مشاهد سقوط أجزاء منها مشاهد “عادية"، حيث كادت في مرات عديدة أن تودي بحياة العديد من الأشخاص، في ظل صمت السلطات المحلية، “حيث أن حوالي 340 شخص القاطنون بالعمارات ال 10 بشارع مولود زادي يطلقون نداء استغاثة لإنقاذهم من الخطر"، حسبما كشف عنه سكان ذات الشارع ل “الجزائر نيوز". وقد سقطت مؤخرا، أجزاء كبيرة وكثيرة من شرفات وأسطح العمارات ال 10 التي يزيد عمرها عن القرن ونصف القرن، في الأيام القليلة الأخيرة، حسب نفس المصدر، مما زرع هلعا ورعبا كبيرا وسط السكان الذين بدأت تتساقط فوق رؤوسهم هذه الأجزاء فجأة “و كان يمكن أن يكون هذا التساقط سببا لموت محتّم"، كما أدى إلى اندلاع شرارة كهربائية في الأسلاك الكهربائية لإحدى هذه العمارات، لتقوم مصالح سونلغاز على إثر شكوى مقدمة من محل لغسل الملابس بذات العمارة، بنزع الأسلاك “خوفا من اندلاع شرارة اكهربائية مجددا". وقد وجه السكان نداء استغاثة، عبر “الجزائر نيوز"، إلى السلطات المحلية ومصالح الدولة ككل لوضع مخطط استعجالي لترميم هذه البنايات في القريب العاجل، لتجنب الكارثة الإنسانية “التي تبقى مسألة وقت فقط إذا لم يتم التكفل بها فورا"، مقترحين في ذات السياق، أن يساهم السكان بنسب رمزية في تكلفة الترميم وأن تكون التكلفة المتبقية على عاتق مصالح الدولة والسلطات المحلية، مع الحرص على أن تقوم بعملية الترميم مؤسسات مؤهلة “لضمان القيام بترميمات جذرية وليس فقط رتوشات سرعان ما تتهاوى عند سقوط أول قطرة من الأمطار". وقد نوّه السكان أن هذا الحي يعد حيا تاريخيا، إلى جانب كونه يمثل صورة الجزائر دوليا، بفضل كون أحد عماراته المكان الذي شهد سنة 1965 محاولة قتل شبيه المغربي المهدي بن بركة، أحد أكبر معارضي النظام المغربي إبان عهد الملك الحسن الثاني، حيث تم إطلاق 03 رصاصات على أحد السكان، مما أثار ردود فعل دولية كبيرة على هذه الحادثة التي احتلت عناوين كبرى الصحف العالمية حينئذ، على حد قول السكان، الذين أضافوا إن وجود فرع منظمة العفو الدولية، في إحدى شقق هذا الشارع، “يؤثر سلبيا على صورة الجزائر لدى الأجانب كونها مؤسسة دولية شاهدة على تدهور وضعية المباني والسكنات في قلب العاصمة".