المجموعة الدولية تحاول طرح حل بديل في خضم التطورات الأخيرة للأزمة السورية، فالمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي يعرض خروجا بكرامة وآمنا للأسد من سوريا، كيف ترى صدى ذلك؟ خطة الإبراهيمي تستند على بنود اتفاقية جنيف ثم نشر قوات لحفظ السلام وبالتالي هي بعيدة عن الموضوعية، لأن الأمور ميدانيا تعتبر في كفة الثورة الشعبية مقابل دخول قوي على الخط لنظام إيران لصالح النظام، ولهذا تعتبر طهران أن النظام السوري خط الدفاع الأول، وبالتالي سقوطه يعني سقوط خط دفاعي، وبالتالي لا يزال نظام بشار الأسد يحتفظ بورقة العنف والتدمير غير المنتهي بدعم من إيران وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن قوات حفظ السلام يُعتبر أمرا مرفوضا سواء من طرف النظام أو من طرف الثوار اللذين يعتبران أن الأمور تميل لكليهما من وجهتي نظرهما المتناقضتين، وأعتبر على ضوء ذلك أن خطة الإبراهيمي للإنسحاب الآمن للأسد مضيعة للوقت تستغلها القوى العظمى لتبحث لها عن حل يناسبها في سوريا وتكون أرضية في الوقت ذاته للتنصل من مسؤولياتها. لكن هل تعتقد أن هذه المرة هي الحل الأقرب للقبول بالنسبة للأسد؟ في تقديري هناك الكثير من الأخطاء السياسية والإعلامية بما فيها الخروج الآمن للأسد. في تقديري أيضا أن المشكلة أصبحت تتعلق بالأسد شخصيا وليس بمحيطه، ومن جهة أخرى لا يمكن السماح للجميع ممن يحيطون به الخروج خارج سوريا مع كل ذلك التقتيل والإرهاب. المسألة معقدة وتهريب بشار هي مسألة للاستهلاك السياسي. ماذا عن الموقف الروسي إزاء آخر التطورات؟ الروس للأسف اتخذوا نهجا خاطئا كلية من خلال دعم شامل للنظام السوري. فتسليح الثورة جعل الساسة الروس في وضع حرج ينقصهم جرأة في التعامل مع المعارضة على أن يكون التفاهم جديا، إذ يريدون ندية مع أمريكا وهم حاليا يتخبطون.